|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله يريد من يصرخ إليه.. ومن يتعلق به ويقول: “لا أطلقك إن لم تباركنى” (تك32: 26). أليس هو الرب الذى قال: “لأنه علىّ اتكّل فأنجيه، أستره لأنه عرف اسمى. يدعونى فاستجيب له، معه أنا فى الشدة. فأنقذه وأمجده وطول الأيام أشبعه، وأريه خلاصى” (مز90: 14-16)؟!. إن الرب أحياناً يتركنا فى ضيقة معينة، فى مأزق، أو فى شدة. لكى يعلِّمنا كيف نصرخ إليه فى الصلاة. وعندما نصرخ إليه يستجيب. فنشعر بقيمة الصلاة وأهميتها وفاعليتها. كما نشعر بأهمية أن تكون لنا علاقة به.. نشعر بأهمية طلبنا إليه، وأيضاً بأهمية حضوره ووجوده فى وسطنا. نحن ربما لا نشعر بأهمية الماء إلا إذا وُجدنا فى صحراء جرداء ليس فيها ماء. وربما لا نشعر بأهمية الهواء الذى نتنفسه إلا إذا وُجدنا فى موضع تحت الأرض يخلو من الأكسجين. مثل الوجود فى منجم مثلاً، أو فى نفق انقطعت عنه التهوية.. الإنسان أحياناً لا يعرف قيمة الشئ إلا إذا لم يجده. فالتلاميذ عرفوا قيمة وجود السيد المسيح فى وسطهم عندما تأخر فى المجيء إليهم، لدرجة أنهم عندما أبصروه ماشياً على الماء ظنوه خيالاً. مثلما يقول الإنسان أحياناً (أنا فى حلم واللا فى علم؟!). إن الرب مستعد أن يفعل أكثر كثيراً مما نطلب أو نفتكر.. ولكن يلزمنا أن نشعر حقيقةً بحاجتنا إليه.. أن نصرخ من أعماق قلوبنا ونناديه.. أن نظل نكافح الأمواج منتظرين مجيئه حتى ولو فى الهزيع الرابع من الليل.. ماشياً على البحر.. متخطياً كل الحواجز الطبيعية.. منتهراً البحر والرياح.. مانحاً سلامه العجيب لكل من ينتظر عمله وحضوره وعطية محبته التى تفوق كل وصف وتصديق. |
|