|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لذلك قال معلمنا بولس الرسول: “إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح.. فإن الذين هم حسب الجسد فبما للجسد يهتمون، ولكن الذين حسب الروح، فبما للروح يهتمون. لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام” (رو8: 1، 5، 6). لقد قدّم السيد المسيح نفسه قدوة للوضع المثالى لحياة الإنسان. وطالب تلاميذه أن يتبعوا أثر خطواته حاملين الصليب منكرين ذواتهم ليتمكنوا من السلوك بحسب الروح بمعونة من الروح القدس، وبهذا يتأهلون لميراث ملكوت السماوات. وقد شرح القديس يوحنا الإنجيلى أيضاً هذا المفهوم بقوله: “أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أى المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله” (يو1: 12، 13). بالطبع فإن القديس يوحنا يتكلم عن الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس، وذلك بالنسبة للمؤمنين بالمسيح. وهذا على سبيل عطية النعمة. أما بالنسبة للسيد المسيح شخصياً فقد ولد من العذراء مباشرة كابن لله، كما قال الملاك للعذراء مريم “القدوس المولود منك يدعى ابن الله” (لو1: 35). والسيد المسيح باعتباره الله الكلمة له ميلاد واحد بحسب إنسانيته وهو ميلاده من العذراء مريم. ولكن له ميلاد آخر ينفرد به وحده وهو ميلاده بحسب لاهوته من الآب قبل كل الدهور. لذلك دُعى السيد المسيح “ابن الله الوحيد” وليس “ابن الله” فقط. وقد قال السيد المسيح فى حديثه مع نيقوديموس عن الفداء: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد الجنس لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يو3: 16). إن بنوة السيد المسيح للآب السماوى هى بنوة طبيعية، أما بنوتنا نحن فهى بالتبنى على سبيل النعمة. وحينما ولد السيد المسيح من العذراء مريم فقط، ظل هو الابن الوحيد الذى لم يولد من العذراء مريم آخر سواه فى تجسده الفريد باعتباره الله الكلمة المتجسد الذى نمجده فى كل رفع بخور وقداس فى صلواتنا الكهنوتية قائلين: {يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد بأقنوم واحد نسجد له ونمجده} (الأرباع الخشوعية التى يقولها الكاهن بين الخورس الأول والثانى فى رفع البخور). |
|