|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا التجربة ؟ كان السيد المسيح “يقتاد بالروح فى البرية، أربعين يوماً يجرب من إبليس” (لو4: 1، 2) هل كان السيد المسيح يحتاج أن يختبر. أو أن يجرب؟! وإذا كان يسوع المسيح هو الله الكلمة المتجسد فما فائدة التجربة؟! أليس هو نفسه الرب الذى هو “غير مُجرَّب بالشرور، وهو لا يجرِّب أحداً” (يع1: 13)؟ أليس هو الله الظاهر فى الجسد، والذى هو بلا خطية وحده؟ كل هذه الأسئلة وكثير غيرها، قد يذكرها البعض متسائلاً: ما فائدة التجربة بالنسبة للسيد المسيح؟ لأنه من المعلوم مقدماً أنه لابد أن ينجح فى الاختبار حتمياً وبغير نقاش. وقد يتساءل البعض عن ما هو مفهوم التجربة فى الكتاب المقدس لأنها تَرِدْ أحياناً بمعنى الآلام، وأحياناً بمعنى محاربات الشيطان. وقد تأخذ محاربات الشيطان الآلام وسيلة لها فى بعض الأحيان. وللإجابة على ذلك نقول: أولاً: إن السيد المسيح قد جاء فى الجسد، لينوب عن البشرية فى أمرين أساسيين: الأمر الأول: أن يغلب الشيطان فى جسم بشريتنا لحساب الجنس البشرى، مقدماً الصورة المثالية للإنسان فى طاعته الكاملة لله الآب. والأمر الثانى: أن يموت على الصليب نيابة عن الكل، ليوفى العدل الإلهى حقه بالكامل، ويكفّر بذلك عن خطايا جميع البشر الذين يقبلوه كفادٍ ومخلص. لهذا كان ينبغى أن ينوب عنا فى محاربة إبليس، وينتصر عليه لأجلنا. ثانياً: أن السيد المسيح أراد أن يخفى لاهوته عن الشيطان، ولهذا فقد سمح للشيطان أن يجربه مثل سائر البشر؛ فى المجال المناسب وبدون أن يخطئ وبعد ذلك “لما أكمل إبليس كل تجربة فارقه إلى حين” (لو4: 13). وعبارة “إلى حين” تعنى أن الشيطان بعد هذه المعركة، قد ذهب ليستعد للمعركة الكبرى عند الجلجثة.. كان صوم السيد المسيح وتجربته على الجبل، هى المعركة التى أثارت إبليس، لكى يعلن الحرب القصوى ضد السيد المسيح. فهناك فرق بين معركة تقديم المغريات، وبين معركة توجيه الضربات. على الجبل كان الشيطان يقدّم عروضاً اختيارية بدون ضغط.. أما فى معركة الجلجثة الكبرى، فقد استعمل السوط، والمسمار، والأشواك، والآلام الرهيبة الجسدية والنفسية، والتعييرات. وجاء إبليس وهو يحمل معه سيف الموت مشهراً بجسارة تتعجب أمامها الألباب!!. ولكن هوشع النبى قد تغنى مُلهَماً بالروح القدس فى القديم، وهو يرى بعين النبوة نتائج هذه المعركة “أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟” (انظر هو13: 14، 1كو15: 55). حينما. خرج مسيح الرب داود وهو شاب صغير لملاقاة جليات الجبار، أخذ السيف الذى كان بيد جليات وقطع رأسه بنفس هذا السيف. وكان هذا رمزاً وإشارة إلى ما فعله السيد المسيح الذى أباد سلطان الموت بسيف الموت الذى كان إبليس يستخدمه ضد جميع البشر. وقد شرح معلمنا بولس الرسول ذلك بقوله: “لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية” (عب2: 14، 15). وهكذا أيضاً تتغنى الكنيسة فى لحن القيامة }بالموت داس الموت{. بعد التجربة على الجبل ذهب إبليس ليحشد كل قواه، وليتآمر بأقصى ما يستطيع على السيد المسيح. وكان الهدف هو موت المسيح، أو أن يهرب من الموت منهزماً. ولكن لم يكن ممكناً للمعركة أن تبدأ على هذا المستوى الخطير، لولا أن السيد المسيح قد أخفى لاهوته عن الشيطان. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التجربة علي الجبل |
التجربة على الجبل |
التجربة على الجبل ( صور ) |
التجربة على الجبل |
صور احد التجربة علي الجبل |