|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
السجود للمسيح السجود للمسيح إن عبادة السيد المسيح هى شئ لازم وضرورى مهما تكلّف الإنسان فى سبيل ذلك من مشقات. وها هم المجوس وقد جاءوا من بلاد فارس إلى جبال اليهودية لينالوا شرف وبركة السجود أمام القدوس الحق الذى جاء إلى العالم فادياً ومخلصاً. وليعلنوا أن الله قد أعطاهم العلامة المؤيدة بنبوات دانيال النبى “كبير المجوس” (دا4: 9) عن هذا العظيم الذى ملكوته ملكوت أبدى لا يزول. كما أخبر دانيال النبى وقال: “كنت أرى فى رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. فأعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنة. سلطانه سلطان أبدى ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض” (دا 7: 13-14). وقد تحققت هذه النبوة بصورة مبدئية بسجود المجوس للسيد المسيح؛ وكانوا فى ذلك رمزاً لكل الشعوب والأمم والألسنة إلى جوار شعب إسرائيل. أما سمعان الشيخ “كان قد أعلم بوحى من بالروح القدس أنه لن يرى الموت قبل أن يعاين المسيح الرب، فأقبل بالروح إلى الهيكل. ولما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له كما يجب فى الناموس، حمله سمعان على ذراعيه وبارك الله قائلاً: الآن يا سيدى تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام جميع الشعوب. نوراً تجلى للأمم ومجداً لشعبك إسرائيل” (انظر لو2: 26-32). لم يغفل سمعان الشيخ فى كلامه إذ كان منقادًا بالروح القدس؛ أن السيد المسيح هو نور إعلان للأمم إلى جوار مجيئه لخلاص بنى اسرائيل ولتحقيق وعود الله للآباء؛ لإبراهيم ونسله من بعده. والكنيسة لا تغفل فى صلواتها أهمية السجود للسيد المسيح وتقديم العبادة له مع الآب والروح القدس. ففى القداس الإلهى يصلّى كل الشعب فى نهاية لحن “بشفاعة والدة الإله القديسة مريم” ويقول: {نسجد لك أيها المسيح مع أبيك الصالح، والروح القدس؛ لأنك أتيت وخلّصتنا}. وهكذا أيضاً فى قانون الإيمان نقول {نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحي المنبثق من الآب، نسجد له ونمجده مع الآب والابن}. فالسجود يقدَّم للآب والابن والروح القدس الإله الواحد. وأيضاً التمجيد يعطى للثالوث القدوس. ففى كل قطع صلوات الساعات نقول بعد القطعة الأولى من كل صلاة [المجد للآب والابن والروح القدس]. |
|