البابا تواضروس الثاني
وزنة الكهنوت في عظة قداسة البابا في قداس سيامة الكهنة الجدد
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظة في القداس الإلهي الذي تمم خلاله قداسته طقس سيامة كهنة جدد للخدمة بعدد من كنائس القاهرة والإسكندرية والقدس وكندا وهونج كونج، والذي أقيم صباح اليوم بكنيسة التجلي بمركز لوجوس البابوي بوادي النطرون.
وجاءت العظة بعنوان: “وزنة الكهنوت”.
واليكم نص العظة
إنجيل هذا الصباح يتكلم عن الراعي الصالح الذي يبذل نفسه عن الخراف وهو مشهد مألوف في الحياة الأجتماعية في العهد القديم وفي زمن السيد المسيح كان مشهدا يوميا وعندما اعلن السيد المسيح عن خدمته أستخدم هذا المثل وهنا يقارن بين الراعي الصالح و السارق وشتان الفرق بين الأثنين .
الراعي الصاح صفاته موجوده في الكتاب المقدس وأشهرها يوحنا 10 . ونحتفل هذا الصباح بسيامة شمامسة ليكونوا كهنة البعض في القاهرة والإسكندرية وإيبارشية القدس وهونج كونج وكندا .
ولتعدد خدمتهم وأريد ان أتكلم عن الكهنوت وسأختار صفة واحده وهي ان الكهنوت وزنة يمنحها الله لبعض الناس وهناك وزنات كثيرة في حياتنا لكن الكهنوت وزنة خاصة فالله يدبر الكثير من اجل ان يختار ويزكى الكاهن وهذا السر يتم خلال سر آخر هو الأفخارستيا
أولا : الكهنوت هو وزنة وقت :
فوقتك كله يصبح مكرس وقتا مقدسا صباحا ومساءا يقول عنها القديس بولس في رسالته لأهل افسس (إنظروا كي تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة) فكل دقيقة في حياة الكاهن مهمه … آيه تمتلئ بالأشارات الزمنية. وكأن الله يرسل لك رسالة أن يكون وقتك كله مقدسا حكيما كمثل العذاري الجاهلات والحكيمات برغم تشابه امورهم لكن الفرق أنهم أخذوا بالهم من الوقت فأحضروا الزيت .
ثانيا: ان الكهنوت وزنة صلاة
وكلمة قس تعني”مصلي ” وكأن دعوة الكهنوت دعوة صلاة تقدم من قلب نقي وتائب. فالصلاة ليست تكرار للكلام نصلي بقلوب تائبه كقدوة للشعب فتصير رعية مصلية وتائبة. الكهنوت ليس منصب أو زي أو شكل أو لقب. لذلك الكاهن الذي لا يقدم التوبة يحمل صورة التقوى لكنه منكر قوتها.
ثالثا : الكهنوت وزنة عمل
يعبر عنها في الإنجيل “يبذل نفسه” وكقول بولس الرسول من أجلك نمات كل النهار وكقول القديس يوحنا ذهبي الفم ( الشهيد يموت مره واحده أما الراعي يموت كل يوم ) ولا نتخيل أن يوجد كاهن كسلان. فالعمل يحتاج امانة في العلاقات والكلام والحياة الظاهرة والخفية فالراعي يهتم بخرافه ويقودها في طرق آمنة حيث الأماكن المشبعة المظللة ويريحهم في الطريق. . والعمل الذي يعمله بهدف واحد هو مجد إسم الله فهو لا يخدم نفسه او يبحث عن ذاته يعمل لحساب الخلاص الذي قدمه السيد المسيح لذلك نصلي في القداس ونقول “أعطي بهائا للأكليروس ” وبهاءا حقيقيا وليس غاشا. حتى من خلال عمله يشعر الرعية بالأبوة الحقيقية فتفوح منه رائحة المسيح. من الخطأ الكبير أن نظن أن الكهنوت هو يوم الرسامة الملئ بمظاهر الأحتفال .. المهم الأستمرار ومن يضع يديه على المحراث لا ينظر للوراء
رابعا : الكهنوت هو وزنة حب.
محبة لله كداود النبي “أحبك يا رب يا قوتي ” فليس قوة للكاهن سوى من خلال محبته لله . وللناس تظهر من خلال الأبوة ولا يهم السن فكلمة أبونا تطلق على الكاهن ويجب أن يطلب هذه النعمة لكي يسكبها الله عليه الأب الذي يرشد ويستر ويصبر ويعلم … وزنة حب كل يوم لله ومن يخدمهم وهو ليس حبا إجتماعيا بل روحيا أحبه من خلال محبة المسيح ومن هنا تأتي خدمة الكاهن الناجح
وزنة الوقت فيصير حكيما
وزنة صلاة فيصير قدوة
وزنة عمل فتفوح منه رائحة المسيح
وزنة حب فيصير أبا
وخلال فترة الخلوة التي يستلم الكاهن فيها الألحان والخبرات الروحية يجب أن يبدأوا خدمتهم بالصلاة والأفتقاد بنعمة المسيح .
إتساع الخدمة بهذه الصورة يجعلنا نقف أمام الله ونشكره على عمله العجيب في كل مكان ونسند الآباء بالصلاة وخلال طقوس الرسامة أطلب معونة لهم في خدمتهم ليجدوا القوة في شخص الله هو وأسرته فأسرته هي سنده الأول في خدمته ويكون بيت صلاة يسند الكاهن ويساعده في حمل الصليب ومن ضمن إجراءات الأختيار نتقابل معه بعد تزكية الخدام والشعب هو وزوجته وأولاده وأراء الجميع هامة لسلامة الأختيار ليبارك الله في الجميع وليرفعوا قلوبهم حتى يستخدموا الوزنة إستخداما صحيحا … فتسمع ذاك الصوت المفرح ” كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير … أدخل إلى فرح سيدك ” نشكر نيافة الانبا صرابامون أسقف ورئيس هذا الدير العامر لمحبته وإستضافته لنا ولألهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين