|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمثلة من الحياة وسوف نورد بعض أمثلة من الحياة العملية عن تطبيق هذه القاعدة الذهبية: فالمدرس مثلاً فى المدرسة عليه أن يتذكر نوع المعاملة التى كان يتمناها حينما كان تلميذاً لكى يعامل بها تلاميذه. والأب فى المنزل عليه أن يتذكر الأمور التى كان يطالب بها والده، لكى يعامل بها أولاده. والمدير فى العمل عليه أن يقارن بين ما يتمناه من معاملة المسئول الأعلى منه له، ومعاملته هو لمرؤوسيه. والضابط فى الجيش عليه أن يتذكر حينما كان فى التجنيد كيف كان يتمنى أن يعامله الضباط، لكى يعامل بذلك جنوده. والممتحن عليه أن يتذكر ماذا كان يأمل أن يجد فى ورقة الأسئلة، لكى يراعى ذلك عند وضع الامتحان، وأيضاً عند فحص أوراق الإجابة وتقدير الدرجات ويقول لو كنت فى مكان ذلك الطالب فماذا كنت سأفعل؟ ويتذكر أيضاً مرارة الرسوب بعد جهد وعناء كبير فى الاستذكار. والكاهن فى الكنيسة عليه أن يتذكر كم كان يود أن يزور الكاهن منزله ليفتقده ويسأل عنه. وكم كان يتمنى أن يخصص الأب الكاهن أوقاتاً مناسبة لسماع الاعترافات، وكم كان يشتاق لسماع كلمة التعليم المشبعة فى العظات. وكم كان يلتمس الأبوة والحنان والابتسامة المريحة فى معاملة كاهن كنيسته وأب اعترافه له قبل أن يصير هو كاهناً. والأسقف أيضاً عليه أن يتذكر مكانة الأسقف فى عينيه وتأثير كلماته عليه. لكى يحافظ على هذه المكانة فى أعين الآخرين حينما صار أسقفاً. ولكى يتكلم بحساب عالماً أن كل ما يقوله يؤثر تأثيراً عميقاً فى أنفس سامعيه سلباً كان أم إيجاباً. وعليه أيضاً أن يتذكر كم كان يتمنى أن يستمع الأسقف إلى رأى الشعب، وأن يفتح صدره لمن يبدى رأياً مخالفاً لوجهة نظره بأسلوب مهذب يليق بالبنين. وكم كان يتمنى أن يهتم الأسقف بكل أحد ليخلّصه، وأن لا يدخل فى خصومة شخصية مع أحد، وأن يكون واسع الصدر طويل الأناة رحيماً بالضعفاء والفقراء والمحتاجين. عليه أن يتذكر الصورة المثالية التى كان يتمنى أن يراها فى الأب الأسقف، لكى يسلك هو أيضاً بمقتضاها ولا ينسى أنه فى يوم من الأيام كان واحداً من الرعية، فلا يتعالى على الشعب بل يخدمهم بكل محبة وتواضع، ويتعب من أجل راحتهم إلى جوار حراسته للقطيع من الذئاب الخاطفة ومن الناس الخداعين. القاضى فى المحكمة عليه أن يتذكر كم كان قاسياً أن يقع ظلم عليه أو على أى أحد لكى يتأنى قبل الحكم. ولكى يعطى المتهم فرصة للدفاع عن نفسه، أو إثبات براءته. ولكى يفحص الأمر من جميع جوانبه.. الأدلة والظروف والدوافع والعوامل الخارجة عن الإرادة.. قبل أن يحدد الحكم أو نوع العقوبة. الطبيب أيضاً عليه أن يتذكر نفسية المريض ومعاناته ويضع نفسه فى مكانه لكى يبذل أقصى جهده فى علاجه. ولا يكون هدف الطبيب هو التربح من مهنته، بل شفاء المرضى متشبهاً بالسيد المسيح الذى شفى مرضى كثيرين وحمل أوجاعنا وأسقامنا فى جسده على الصليب. لذلك فهناك من الأطباء من يعالجون مرضاهم مجاناً، بل ويصرفون لهم الدواء بلا مقابل متحملين مصاريف علاجهم بكل سرور. كذلك الغنى عليه أن يضع نفسه فى مكان الفقير. أو ينزل ليرى بنفسه أحوال الفقراء ومعاناتهم. يرى كيف يسكن البعض فى عشش من الصفيح فى برد الشتاء القارس. وكيف ينامون بلا غطاء أو بلا عشاء يقرص الجوع بطونهم. وكيف يمزق المرض صدورهم لقلة الغذاء والكساء فى برد الشتاء. المشكلة الحقيقية هى أن الغنى أحياناً تلهيه مشاغله الشخصية أو العائلية. وقد تلهيه الملاهى العالمية والحفلات والتنافس بين الأغنياء على مظاهر الغنى الكاذبة. يجتذبه حب القنية والملابس الفاخرة والقصور الفخمة، فلا يرى معاناة المساكين الذين يحتاجون إلى الفتات الساقط من مائدته. أحياناً يتبقى من المآدب والحفلات ما يكفى لإشباع قرية بأكملها من الطعام. ولكن ربما لا يبالى أحد فى معظم الفنادق بمصير المأكولات التى تذهب مع النفايات. لذلك ينبغى أن نتذكر كيف أمر السيد المسيح تلاميذه بعد معجزة إشباع الخمسة آلاف من الخمس خبزات بأن يرفعوا الكسر لكى لا يضيع شئ. وبالفعل جمعوا اثنتى عشرة قفة مملوءة من كسر الخبز وحملوها معهم مع أن السيد المسيح كان بإمكانه أن يمنح البركة لخبزة واحدة لتصير آلافاً من الخبز بدلاً من الكسر. إنها دروس علّمها السيد المسيح لتلاميذه لتكون نوراً للأجيال تمشى على هديه فلا تضل الطريق. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أمثلة للعادة |
أمثلة في تجربتنا لله |
أمثلة في المغفرة |
أمثلة من عطف الله |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (الحياة الروحية) |