"يجب أن نخضع لله في كل شئ ولا نناقضه حتى عندما يكون ما يقوله مناقضاً للعقل والمنطق، بل بالأحرى ندع كلماته تسود على عقولنا ومنطقنا، ولنعمل كذلك بالنسبة للأسرار الإلهية، وأن لا ننظر فقط إلى ما يقع تحت الحواس، بل نتطلع إلى كلماته، لأن كلمته لن تظلنا أبداً ... وعندما يقول " هذا هو جسدي " يجب أن نقتنع وأن نؤمن وننظر إليه بعين العقل ... كم من الناس يقولون: أتمنى أن أرى شكله أن أرى هيئته، أن أرى رداءه، أن أرى نعليه، مجرد نظرة! أنت تراهّ أنت تلمسهّ أنت تتناوله! ... ليست هناك قوة إنسانية تجعل ما هو موضوع أمامنا جسد ودم المسيح، إنما هو قوة المسيح نفسه الذي صلب لأجلنا. فالكاهن يقف هناك في مكان المسيح ويصلى ولكن القوة والنعمة التي تعمل هي من الله. وعندما يقول هو " هذا هو جسدي " تحول هذه الكلمات ما هو موضوع أمامه ... لماذا يقول (الرسول) " الخبز الذي نكسره "؟ (1كو17: 10) نستطيع أن نرى ذلك أثناء الأفخارستيا، ولكن ليس على الصليب، ومع ذلك فما تألم به على الصليب فقد تألم لأجلك في هذه التقدمة. وهو يسمح لنفسه أن يُقسم ليغذى الكل"
القديس يوحنا ذهبي الفم (347 – 407)