لا اعرف من اين ابدء فالافكار كثيرة , و لكني سأبدء من حيث نتشارك جميعاً , فبداخل كل منا ذلك الجوع
جوع الي النجاح , الي ان اكون محبوباً , الي الشعور بأني ذلك الشخص ال " مرغوب فيه " ,
ان اكون محل اعجاب الاخرين , ان احقق احلامي و اصل لاهدافي , الي ان اتمم سؤال قلبي ,
الي ان استمتع بالحياة
و هناك بالتأكيد صراع داخلي يظهر بسبب تلك الحاجات ,
و هو ليس الم عدم القدرة علي تحقيقها و جعلها واقعاً لكنه صراع مختلف .
كمثال
تريد ان تنجح و يعرض عليك الاخر طريق اسهل و اسرع للوصول " طريقة غير شرعية "
طريقة ستجنبك سنوات من الشقاء و الارهاق .
تريد ان تختبر الحب و تفآجأ بأن اخر يعرض عليك نفسه دون قيود او شروط ,
سيفعل كل ما يتطلبه الامر لاشباعك , سيعطيك مشاعره و وقته و جهده , كل ما يتطلبه الامر و كل ما تريده .
و لكنك تعلم انه ليس الشخص المناسب و انك تطمح لشئ اخر لم يأتي بعد .
فما بين ان ترفض و تظل جائع للحب و ان تقبل العرض المغري لتحاول ان تسد جوهك و لو مؤقتاً ,
فأخيراً تدرك انك " مرغوب فيك " لابعد الحدود .
فكيف نقول لا و نحن في قمة الاحتياج ؟؟
فنحاول ان نفكر بالمنطق
فلا نستطيع ان نمنع الاخرين او نجعلهم يتوقفون عن الاستمرار بتقديم الحلول الغير شرعية
او انصاف الحلول و اشباهها , و لكنك تستطيع ان تمنع نفسك من قبول ما يقدمه الاخر .
قل لا و لا ترضي بنجاح لا تستحقه و لم تتعب من اجله ,
فقيمه النجاح الحقيقية و سر السعادة المتأصلة به مرتبطة بمقدار تعبك و عملك من اجله ,
فلا تجعل الطرق الملتوية تغير منك و تسلبك حقيقتك و تغير من نظرتك لكل من نفسك و للنجاح ,
فحتي لو وصلت لما تريد فستكتشف في النهاية ان كل منكما " انت و النجاح " فقد قيمته الحقيقية ,
فقط لانك سلكت الطريق الخاطئ .
لا تقبل بعلاقة " درجة ثانية " , فقط اقبل العلاقات الصحية التي لا تجعل من الاخر شئ ,
التي لا تنظر فيها لما يقدمه الاخر و لكن الي الاخر نفسه ,
فكما تعلمنا القيمة الحقيقية في المعطي نفسه و ليست في عطيته .
و الكثير و الكثير من الافكار العقلية التي نحاول ان نقنع بها انفسنا حتي نرفض تلك العروض
و لكن رغم النضج و المعرفة و الخبرات السابقة و كل شئ سواء داخلنا او من حولنا ,
يؤكد لنا النهاية المؤلمة لتلك الطرق و العلاقات , الا اننا مازلنا نعجز عن ان نرفض
تحت الحاح الحاجة و الخوف من ان نقول لا فنظل نمضي و نمضي و لا نجد ما يستحق التوقف لاجله ,
الخوف من الا تتكرر الفرصة . فربما تكون الوحيدة و حتي الافضل .
و رغم معرفتنا ان لا فرصة افصل من فرصة قاتلة الا اننا احياناً نفضل الموت مسموميين
علي ان نموت جوعاً , او هكذا نعتقد .
اعلمت اني دمجت الكثير من الافكار , الكثير جداً , المشكلة و العلاج و مشكلة العلاج ,
دور النضج و عجزه , لماذا نقول نعم رغم الانذارات ؟ و لماذا نريد ان نقول لا ؟ و
لماذا نفشل رغم كل شئ ؟
لا يوجد حل عام ثابت للجميع او حتي للشخص الواحد لكل تلك العروض و الاحتياجات المختلفة .
فهو كان و مازال صراع شخصي . صراع كل منا مع نفسه و مع احتياجه .
و انت وحدك من تستطيع خوضه و اختبار حقيقة نفسك