|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس ( عب 2: 14 ) لقد تعيَّن ابن الله ليكون رئيسًا لخلاصنا، لذا كان لزامًا عليه أن يشاركنا في اللحم والدم. واللحم والدم هو وضعنا في حالتنا الأرضية الراهنة. ومكتوب "إن لحمًا ودمًا لن يرثا ملكوت الله"، ولا بد من تغيير يؤهلنا لدوائر المجد السماوية. فاللحم والدم اللذان اتخذهما الرب يسوع يدلان على أنه صار إنسانًا بالحق والحقيقة «والكلمة صار جسدًا وحلّ بيننا» ( يو 1: 14 ). هذا يبدو تباينًا عجيبًا ـ الكلمة الأزلي كُلي الكمال، كُلي المجد، ابن العلي، الذي كان عند الله من البدء، وكان الله، يصير جسدًا من العذراء مريم: هذا هو الجسد (جسد الضعف) الذي رضيَ أن يتشارك فيه الرب يسوع. إذ مكتوب أنه صُلب من ضعف، وأنه جاء في شبه جسد الخطية. فهو لم يأتِ في أبهة وقوة، بل شابهنا في كل شيء. في جسده لأنه جاع وعطش، وغلب عليه التعب ونام. وفي ذهنه، لأنه كان ينمو في الحكمة والمعرفة فيما يتعلق بالأمور المُحيطة به. وقد كان إنسانًا في عواطفه، لأنه كان يحب ـ فقد أحب الشاب الذي جاء إليه ولم يكن مستعدًا أن يترك ثروته وغناه، وأحب لعازر ومريم ومرثا والتلميذ الذي كان يتكئ على صدره. وكان يندهش ويتعجب مثلنا، فقد تعجب لعدم إيمان الناس، وقال للمرأة الفينيقية: «يا إمرأة عظيم هو إيمانك». |
|