|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
لعله فى ما مر بنا من أعياد الشهداء ، وأعياد الصليب ، وما يوحى بمعنى جميل عن القوة ، ويذكر بمقاييس أخرى خاطئة :
أيهما كان أقوى : المسيح المصلوب ، أم اليهود الذين صلبوه ؟! لقد أهين السيد المسيح بأنواع إهانات عديدة ، جلد وعلقوه على خشبة 0 ولكنه كان قويا فى صلبه ، استطاع أن يقهر الخطية والشيطان ، ويفتح أبواب الفردوس 0 وكان أقوى من صالبيه الذين غلبتهم خطايا الظلم والقسوة والحسد والشهادة بالزور00 ! أيهما كان أقوى : قايين القاتل أم هابيل المقتول ؟ إستطاع قايين أن يطرح هابيل أرضا ويقتله 0 ومع ذلك لم يكن قايين قويا 0 لقد غلبته خطايا الحسد والكراهية والقسوة 00 أما هابيل المقتول فكان أسمى من هذا بكثير 0 كثيرا ما يحسب الانتصار أنه منتصر ، ويزهو بذلك فى خيلاء وإعجاب بنفسه 0 ويكون فى حقيقة أمره مهزوما 00 ! يكون مهزوما من نفسه التى لم يستطع الانتصار على أهوائها ، ومهزوما من خطايا أخرى ، ومن مقاييسه الخاطئة التى بواسطتها يتخيل النصرة حيث توجد الهزيمة 00 ! وذلك الذى يلطمك على خدك الأيمن ، فتدير له الآخر : هل يظن أنه قد انتصر عليك ؟! كلا 0 لقد هزمه غضبه وغيظه وعدم احترامه للآخرين ، فسقط بضربك كذلك الذى يشتمك ويهنيك 0 مسكين إن ظن أنه أقوى منك ! لقد هزمه قلبه ولسانه 0 كل إنسان فى الدنيا يمكنه أن يغضب وأن يشتم وأن يعتدى على الآخرين 0 ولكن الشخص القوى ، هو الذى يستطيع أن يضبط أعصابه ولسانه وحواسه ، أو أن يحتمل 0 إن الذى يحتمل هو الأقوى 0 لذلك قال الرسول : ( يجب علينا نحن الأقوياء ، أن نحتمل ضعف الضعفاء ( رو 15 : 1 ) هل يظن هيرودس أنه كان أقوى من يوحنا المعمدان 0 لأنه قدم رأس يوحنا على طبق ؟! كلا ، بلا شك 0 لقد كان المقتول أقوى 0 وظل هيرودس يخشى يوحنا حتى بعد مقتله 0 ولما ظهر المسيح ، ظن هيرودس أنه يوحنا قد قام من الأموات 00 ما أعجب مقاييس الناس ! يظنون القوة حيث يوجد الضعف ! ويظنون النصرة حيث توجد الهزيمة ! إنها مقاييس خاطئة 0 إنتصر يا أخى على نفسك 0 فقاهر نفسه خير من قاهر مدينة 0 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (كل شئ لروحياتك) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (كيف) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (الثبات) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (الافتقاد) |
كلمة منفعة لمثلث الطوبي (التجلي) |