|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقالت راعوث: لا تلحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ، لأنه حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت. شعبك شعبي، وإلهك إلهي ( را 1: 16 ) غريب أن نرى نُعمي تنصح كنتيها بل وتلح على كل واحدة منهما أن ترجع إلى بيت أمها لتحيا في موآب. ولقد لاقت راعوث مشورة نعمي بألم كثير، وحزن شديد، وكأنها أرادت أن لا تُزاد لها كلمة، فقالت لنعمي: «لا تلّحي عليَّ أن أتركك وأرجع عنكِ». لكن تُرى هل نتج هذا الحزن في قلبها من مجرد محبتها لنعمي فقط؟ لو كانت راعوث قد رجعت إلى موآب، لكانت تجد لها أمًا وأبًا وأقارب وصديقات. وهلا يُحسب هؤلاء جميعًا أكثر من حماة واحدة؟ إذًأ لا بد من أن يكون هناك سبب آخر لحزن نفس راعوث. فلنصغِ لقولها لنعمي: «حيثما ذهبتِ أذهب، وحيثما بتِ أبيت»، وماذا كانت تعني راعوث بهذا الكلام؟ لا شك أنها كانت تعني أنها تفضل البقاء في شركة مع نعمي المؤمنة بالله، عن التمتع بالشركة مع أهلها في موآب، وإذ نتقدم قليلاً في التأمل في ما قالته راعوث لحماتها، ينكشف لنا أكثر مما كانت تكنه راعوث في نفسها، إذ تقول لنعمي: «شعبك شعبي وإلهك إلهي»، فلم يكن الدافع لها مجرد تعلقها بنعمي فقط، بل رغبتها أكثر في الوجود مع شعب الرب دون الذين لها حسب الجسد، وفي الاحتماء بالرب إله إسرائيل دون آلهتها. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تحوَّلت عن نُعمي وإله نُعمي وأرض البركة |
نعمي تشفق على كنتيها |
نعمي تشفق على كنتيها |
نُعْمِي لم تُذكِّـر كنتيها |
نعمي تنصح كنتيها |