|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فقامت هي (نعمي) وكنّتاها ورجعت من بلاد موآب، لأنها سمعت في بلاد موآب أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزًا ( را 1: 6 ) تُركت نُعمي من ابنيها ومن رجُلها. تُركت وحيدة أرملة بلا أولاد في أرض غريبة. لقد جرَّدها الرب وجعلها مهجورة ولكنه لم يتركها. واليد التي امتدت عليها بهذه الضربات الموجعة، إنما كانت تتحرك بقلب يحبها، وتأديبات الرب أعدت الطريق لرد نفسها. وإذا كنا نرى في أليمالك طريق الارتداد، ففي نُعمي نرى طريق رد النفس. ومنذ عشر سنوات مضت كانت نُعمي قد تركت أرض الرب إلى موآب، ولكنها لم تجد غير الأحزان. وفي النهاية فإن تأديبات الرب أتت بهذه النتيجة، إذ نقرأ «فقامت هي وكنتاها ورجعت من بلاد موآب». فما الذي دفعها للعودة؟ أ هي الأحزان التي تحملتها والخسارة التي أصابتها؟ كلا! بل إنها الأخبار الطيبة لنعمة الرب التي اجتذبتها للرجوع: «رجعت .. لأنها سمعت .. أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزًا». إن الأحزان لا تحركنا للرجوع إلى الرب، مع أننا قد نتعلَّم منها مرارة التيهان، وهي تُعِد القلب ليصغي إلى الأخبار الطيبة عن الرب ونعمته لشعبه. والابن الضال الذي رجع لأبيه، لم يكن بؤسه وحاجته ومرارة عبوديته والخرنوب والجوع الذي في الأرض البعيدة هو الذي أرجعه، بل تذكُّره للخير الذي في بيت أبيه، والنعمة التي في قلب أبيه قادته أن يقول: «أقوم وأذهب إلى أبي». فليس بؤس وشقاء الكورة التي كان فيها، هو الذي أعاده، بل نعمة قلب أبيه أعادته. كذلك مع نُعمي في أرض موآب حيث أُخذ منها الجميع، وسمعت في بلاد موآب أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزًا. وإذ كان الرب أمامها، أمكنها أن ترتفع فوق الفشل وتقوم لترجع. |
|