|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نعمي في بلاد موآب فقامت هي (نعمي) وكنّتاها ورجعت من بلاد موآب، لأنها سمعت في بلاد موآب أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزًا ( را 1: 6 ) يا له من منظر مُحزن!! ثلاث نساء ـ نعمي وراعوث وعُرفة ـ وكلهن أرامل، مات أزواجهن تحت يد الرب المؤدبة .. وماذا عملن؟! عزمت نعمي على القيام للرجوع إلى بيت لحم يهوذا لأنها سمعت أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزًا. ويا له من باعث، ذلك الباعث الذي جعل نعمي تقوم لترجع إلى بيت لحم يهوذا! فليس ثمة دليل على أن قلبها قد رجع إلى الله، ولا على أنها ندمت على خطية وجودها في موآب وترْكها الرب وأرضه تلك السنين الماضية الطويلة، بل قامت لترجع لأنها قد سمعت أنه يوجد خبز في بيت لحم يهوذا. إذًا لو كان الجوع لا يزال قائمًا في بيت لحم، فإن نعمي على الأرجح كانت تفضّل البقاء في موآب. هذا دليل على أن مستوى نعمي الروحي في ذلك الوقت، كان ضعيفًا للغاية، وبرهنت على أن نفسها لم تكن قد رُدت إلى الرب بعد، لأنها كانت تسعى إلى ما هو مُشبع من الناحية المادية، غير مبالية بحال نفسها أمام الله. وأنت أيها الأخ المؤمن: أ تريد أن تكون في شركة مع الرب وشعبه طالما كانت ظروفك ميسرة وكنت متمتعًا بخير زمني؟ وهل إذا سمح الرب في حكمته أن يحرمك هذه المراحم الزمنية ـ أو بعضها، هل تتخلى عن هذا المكان المبارك، وتسعى إلى مكان آخر؟ هل في سبيل راحة وهمية وقتية، ولخير قليل زائل، تتخلى عن مركز الانفصال عن العالم، وتتحول عن الله وتترك المكان الذي أوجدك فيه، وتذهب إلى العالم لتتمتع بما قد يكون فيه من رخاء؟ إن كنت تفعل هذا، فنصيبك المحتوم الحرمان من الفرح، وهُزال نفسك ومرارة روحك. ومن راعوث1: 8- 15 نرى أن قلب نعمي وفكرها كانا حقًا بعيدين عن الله. إن نعمي مؤمنة، وكانت تعلم أن وجودها بين أهل موآب أمر يخالف فكر الله إذ لم يكن من الجائز لها بأي حال أن تترك بيت لحم يهوذا، كذلك كانت تعلم نعمي أن راعوث كنتها قد أصبحت مؤمنة بإله إسرائيل وأن هذا الإيمان يتطلب منها أيضًا أن تنفصل بها عن موآب. ولكن قلب نعمي وفكرها كانا حقًا بعيدين عن الله حتى هذه اللحظة. . |
|