|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأعمى الذي انتصر فقال له يسوع: اذهب. إيمانك قد شفاك. فللوقت أبصر، وتبع يسوع في الطريق ( مر 10: 52 ) قصة ذلك الأعمى قصة كفاح ونُصرة رائعة، فقد قامت بينه وبين المسيح معطلات، ونهضت في طريقه مُعثرات، لكنه نحاها جميعًا، وظفر بها، واقترب من المسيح الشافي، فتم له ما أراد، وتحقق له ما ابتغى، فهو إذًا ”الأعمى الذي انتصر!“. لقد كان العَمَى حائلاً يقف في الطريق بينه وبين المسيح، فهو لا يرى طلعته، فلم يكن من السهل عليه أن يعرف شعور المسيح من نحوه، الشعور الذي يتمثل عادة في قسمات الوجه! وأظن أن الأعمى فكّر في هذا، ثم عاد يفكر في ”الجمع الغفير“ المحيط بالمسيح، الذي كان كل فرد منه يحاول أن يكون الأقرب إليه، فربما كان هذا عائقًا أيضًا أمام الأعمى. وكان فقر بارتيماوس عقبة أخرى. فقد كان الرجل يستعطي، وربما كان يظن أن المُحيطين بالمسيح هم علية القوم. وأن الطبيب القدير يسوع يُحاط بأكابر الناس! فكيف له وهو مهلهل الثياب، ذري الهيئة، أن يتقدم إلى الطبيب العظيم، أمام هؤلاء الناس؟! .. وما أن بدأ يصرخ طالبًا المسيح حتى نهضت عقبة أخرى قاسية، فها كثيرون ينتهرونه ليسكت، وكانت كل زجرة من الناس معولاً يحطم عوامل الرجاء في نفسه!! يرى الأعمى كل هذه العقبات، لكنه ينادي بقوة وإيمان «يا ابن داود ارحمني»، بل يصرخ بذلك أكثر كثيرًا. وقد سمع المسيح نداء الأعمى، فأوقف الموكب العظيم وأمر أن يُنادى. لقد سمع صراخه فاستجاب له. ما أحن قلب المسيح!! وما أعظم محبته!! فقد أزال هو كل العراقيل من طريق الأعمى بنفسه! والآن وقد أُزيحت كل العقبات من طريقه، نرى الأعمى وقد طرح رداءه وقام وأتى إلى يسوع. وتلك العيون المُظلمة التي لم ترَ النور، وتلك الأجفان المُغلقة التي لم تنفتح .. رأت وانفتحت!! وهل يعسر على الرب شيء؟! ولقد وقعت عينا بارتيماوس أول ما وقعت على ذلك الوجه الباسم الحنان، ثم تبع يسوع في الطريق .. حالما أبصر، أسره جمال المسيح، وجذبته شخصيته فتبعه! لم يسأله أين يمضي، أو ما هو برنامج رحلته! لقد تبع يسوع في الطريق بلا قيد ولا شرط. فما أسماها نُصرة!! جاء ضريرًا فأصبح بصيرًا، جاء فقيرًا فأضحى غنيًا، جاء لا قيمة له فصار ابنًا لله!! |
|