|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان لله عمل كبير مع يونان لا بُد أن يعمله... يسعى لخلاصه هو أيضًا، لئلا بعد ما كرز لآخرين، يكون هو نفسه مرفوضًا أمام الله (كو 9: 27).. كان هذا الذي كرز للناس بالتوبة يحتاج هو أيضًا إلى توبة، يحتاج أن يتخلص من قسوته ومن كبريائه ومن اعتزازه بكرامته. وكدأب الله دائما، بدأ هو بعمل مصالحة، فلما رأى يونان مغتما، أعد يقطينة ارتفعت فوق رأس يونان "لتكون ظلًا على رأسه، لكي يخلصه من غمه" (يون 4: 6). ما أكثر ما تتعب يا رب من أجلنا! من أجل راحتنا، ومن أجل إصلاحنا، ومن أجل مصالحتنا. كنا نظن انك استرحت منذ اليوم السابع، ولكنك ما تزال تعمل من أجلنا، استرحت من خلق العالم. أما من جهة رعايته فما تزال تعمل. أنت تريد أن تريح يونان من غمه؟! ولكنه هو الذي يجلب لنفسه الغم بأسلوبه الخاطئ، نعم، الأمر كذلك، ولكنى أريد أن أريحه من الأمرين معًا، من غمه ومن أسلوبه الخاطئ.. إنه ابني على أي حال.... سأخرج القساوةمن قلبه بأعمال الرحمة التي اعملها معه، لكي يرى ويتعلم. وكما أشفقت على نينوى، أنا أشفق عليه أيضًا، لان الشفقة هي طبيعتي. لقد أشفقت عليه عندما القي في البحر، وأشفقت عليه وهو في جوف الحوت، وأشفقت عليه في كل أخطائه وأحاسيسه. والآن أشفق عليه في غمه. لقد أعددت له اليقطينة لتظلل عليه، لآني أعرف أنه سيفرح بها جدا. وأنا أبحث عن فرحه، مهما تذمر على أحكامي، ومهما أغتاظ من عملي.. |
|