"فَغَمَّ ذلِكَ يُونَانَ غَمًّا شَدِيدًا، فَاغْتَاظَ. وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: «آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هذَا كَلاَمِي إِذْ كُنْتُ بَعْدُ فِي أَرْضِي؟ لِذلِكَ بَادَرْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ، لأَنِّي عَلِمْتُ أَنَّكَ إِلهٌ رَؤُوفٌ وَرَحِيمٌ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَنَادِمٌ عَلَى الشَّرِّ. فَالآنَ يَا رَبُّ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، لأَنَّ مَوْتِي خَيْرٌ مِنْ حَيَاتِي». فَقَالَ الرَّبُّ: «هَلِ اغْتَظْتَ بِالصَّوَابِ؟»." الله رحم نينوى ولم يهلكها فأغتم يونان غمًا شديدًا = فهو غار لكرامته لئلا يحسب نبيًا كاذبًا، هو تنبأ بانقلاب المدينة وها هي قد نجت. وربما هو غار على إسرائيل التي لم تقدم توبة شبيهة وليس أمامها فرصة للنجاة مثل نينوى. وصلى يونان هنا ولكن شتان الفرق بين صلاته هنا وصلاته وهو في جوف الحوت. فهو هنا برر نفسه في هروبه من الله أولًا حين أرسله، بعد أن كان قد دان نفسه أولًا في بطن الحوت حين قال "الذين يراعون أباطيل كاذبة.." وهو هنا يلوم الله أنه رؤوف ورحيم وبطئ الغضب. مع أنه لو كان غير ذلك لكان قد أهلكه هو نفسه فورًا. وكانت صلاته الخاطئة يا رب خذ نفسي = ولو فعل الله لهلك يونان وخلصت نينوى ولكن الله الحنون لا يتركه لضيقة نفسه بل يدخل معه في حوار ويعطيه درسًا باليقطينة حتى يتصالح معه.