|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
• ان سفر هوشع يقابلنا في بداية أسفار الأنبياء و ذلك بسبب أهميته و طول مدة نبوته و مواجهته الصريحة لخطايا الشعب .. • ولد هوشع بن بئيري حوالي عام 800 ق.م في مملكة إسرائيل في مدينة بيت شمس من سبط يساكر ( و هي غير مدينة بيت شمس التي في سبط يهوذا ) ، و معني اسمه ( خلاص ) أو ( مخلص ) .. • بدأ هوشع يتنبأ عام 780 ق.م ، و كان عمره حينها عشرين عاماً ، في وقت حكم يربعام الثاني علي مملكة إسرائيل ، و حكم عزيا الملك علي مملكة يهوذا .. • كانت مملكة إسرائيل في ذلك الوقت بعيدة كل البعد عن الله ، و كانت تعبد البعل ( هو 2 : 8 ) ، فقام هوشع يعظ في الشعب و يوبخهم ، و أعلمهم ان الله سيؤدبهم .. • أراد الله ان يظهر لهوشع و لكل شعب مملكة إسرائيل مدى الشر الذي وصلوا اليه ، فتمم ذلك بشكل عملي .. • أمر الرب هوشع ان يتزوج بإمرأة زانية تدعي جومر فكانت جومر تزني حتى بعد زواجها من هوشع ، فشعر هوشع بمشاعر الله الرقيقة التي يجرحها شعب إسرائيل .. • زادت آلآم هوشع عندما وجد إمرأته تنجب أبناءاً من الزني ، و صار هو المسئول عن تربيتهم و إعالتهم ، فشعر كم يتألم قلب الله المحب عندما يصنع شعب إسرائيل الخطايا و تنسب اليه .. • أمر الله هوشع ان يدعوا أبناء الزني بأسماء ذات معني ، فدعي الإبن الأكبر يزرعيل و معناه ( الذي سيسبي ) ، و دعي الإبنة الثانية لورحامة و معناه ( الله لن يرحم ) ، و دعي الإبن الثالث لوعمي و معناه ( ليس شعبي ) .. • اما عن جومر فتمادت في زناها ، فتركت منزل هوشع و عاشت مع محبيها و عشاقها ، و ظلت معهم حتى ملوا منها و تركوها ، فلم تجد قوت يومها ، و لما اشتد بها الفقر ذهبت لسوق العبيد لتبيع نفسها كجارية .. • مر هوشع و تعرف عليها ، ثم إشتراها و أخذها لتعيش في بيته ، فإبتعدت عن الزنا ، لكنه لم يعاشرها كزوجة بل كان يعولها فقط ، مقتضياً بإلهه الذي يقبل شعبه برغم عنادهم و بعدهم عنه .. • استمر هوشع في نبوته لشعبه حتي مات الملك يربعام الثاني و ملك بعده ابنه زكريا عام 747 ق.م و كان عمر هوشع وقتها أربعة و خمسين عاماً ، اي انه استمر يدعو شعبه للتوبة أربعة و ثلاثين عاماً و لم يسمعوا .. • تتابع علي مملكة إسرائيل ملوكاً ضعفاء لم يسمعوا لنبوات و تحذيرات هوشع عن السبي المقبل عليهم .. • سمح الله لملك أشور ان يهاجم مملكة إسرائيل أيام الملك منحيم ، فدفع له الملك منحيم جزية تقد بألف وزنة من الفضة ، و من هنا بدأ التهديد الأشورى لمملكة إسرائيل لكن الشعب لم يتعظ ، و الملك لم يرجع الي الله .. • لم ييأس هوشع و ظل يعلن لهم صوت الله ، و أعلمهم بأن مملكتهم ستسبي علي يد مملكة أشور ، و قد أيد النبيان إشعياء و ميخا هذا الإنذار ( أش 28 : 1 ) ، ( مي 1 : 5 ) .. • بعد موت الملك منحيم ملك إبنه لمدة سنتين و كان شريراً كأبيه ، فقتله قائد جيشة فقح بن رمليا و ملك مكانه عام 734 ق.م ، و كان هوشع قد بلغ من العمر ستة و ستين عاماً ، و لم يسمع أيضاً الملك فقح لهوشع النبي .. • هاجم ملك أشور مملكة إسرائيل ، و سبي عدداً كبيراً تجاوز السبعة و العشرين ألفا ، و أسكن مكانهم عدداً ضخماً من الوثنيين ، فإختلط شعب إسرائيل بالوثنيين .. • كان هوشع مشفقا علي شعبه و حزيناً عليهم ، ثم قتل الملك فقح و قام مكانه هوشع بن آيلة ملكا علي اسرائيل عام ٧٣٠ ق.م ، و كان عمر هوشع النبي سبعين عاماً .. • لم يسمع الملك الجديد أيضاً لكلام هوشع النبي ، رغم وضوح نبوته بقرب السبي الأشورى ، و بالفعل هاجم ملك أشور السامرة ، و حاصرها و قبض علي ملكها ، و في عام ٧٢٢ ق.م ، بعد ثلاث سنوات من الحصار ، سقطت السامرة و خضعت تماماً لأشور ، و هكذا انتهت مملكة اسرائيل بالسبي الأشورى .. • من الصعب تصور مدي حزن هوشع علي خراب مملكة إسرائيل و سبيها ، لكنه تمالك نفسه و وجه نبواته الي مملكة يهوذا بإعتبارها الأمل الباقي من شعب الله ، لكي يتوبوا و يعودوا الي الله ، و يستفيدوا من سبي مملكة اسرائيل .. • تنبأ هوشع لمدة خمسة و سبعين سنة ، و كتب نبواته في سفر من أربعة عشر اصحاحا ، بشر في نبوته بالرجوع من السبي ، و تنبأ عن المسيح الآتي ، و زيارته لمصر ، و قيامته من بين الاموات في اليوم الثالث .. • بعد أن أكمل هوشع النبي خمسة و تسعين عاما ، رقد في الرب عام ٧٠٥ ق.م ، في أيام حكم حزقيا ملك يهوذا .. • تعيد الكنيسة القبطية بتذكار نياحته في اليوم السادس و العشرين من شهر أمشير المبارك .. |
|