|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العالم لم يعرفه كان في العالم وكوِّن العالم به، ولم يعرفه العالم ( يوحنا 1: 10 ) انظروا إلى الرب يسوع. انظروه كيف سلك في هذا العالم، واخبروني: هل عرفه العالم ولو مرة واحدة؟ هل أدركه؟ هل تعاطف معه؟ أبدًا أبدًا. ولماذا لم يعرفه العالم؟ لأنه، يا أحبائي، من عند الله خرج، وإلى الله يمضي، وفي كل طريقه كان غريبًا ونزيلاً. كان رجلاً له غرض واحد في هذا العالم، غرض حفظته أمامه إرادة الله أبيه ومحبته للإنسان على طول الخط، حتى الصليب حيث تمجد ابن الإنسان. فإلى أية درجة من هذا المقياس وصلت أنا، ووصلت أنت؟ حقًا إنه لم يكن هناك غرض في هذا العالم، نستطيع أن نصفه بأنه غرض شخص من هذا العالم، سعى إليه الرب يسوع؛ فتشوا إن وجدتم مثل هذا الغرض. لقد كانت له ضرورات وأعواز حقيقية، ولم تكن ألوهيته هي التي تحول دون تعرضه لمثل هذه الإعواز الإنسانية العامة. لقد كانت للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، ولكن ابن الإنسان لم يكن له أين يسند رأسه. هل أدرك العالم شخصه؟ إنه لم يقدِر أن يأتمنهم على نفسه. لم يقدر أن يكون في سلام معهم، لأنه أتى بالله وبمطاليب الله إلى هذا العالم، ومهما ضحى ومهما تكلف شخصيًا، فلن يمكنه أن يضحي بالله وبمطاليبه؛ ولذلك أبغضه العالم. وأنتم أيها الأحباء إذا أخذتم الله ومطاليبه إلى صميم عملكم وعلاقاتكم، وإلى داخل بيوتكم، وإلى أماكن راحتكم، فماذا تكون النتيجة؟ هل تظنون أن الناس الذين لا يريدون الله، سوف يتهافتون عليكم إذا أنتم توحدّتم قلبًا وقالبًا مع الله؟ كان أمام الرب غرض واحد لا سواه، هو «مسرة الرب»، ونحو هذا الغرض كان ينطلق بثبات. من عند الآب خرج وإلى الآب يمضي. إنه لم يكن أرضيًا من الأرض، كان هو الرب من السماء؛ والعالم لم يدركه. وكيف كان يمكنهم ذلك؟ وعلى قدر ما أدركوه، جزئيًا، أبغضوه. لقد أدرك الناس أن فيه نورًا، ولقد أبغضوا النور، وأحبوا الظلمة لأن أعمالهم كانت شريرة. وإن كان هو نور العالم، فالناس أرادوا أن يُطفئوا النور لكي يستمتعوا بالظلمة. يا له من عار!! |
|