|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الهَرَب إلى مصر ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حُلم قائلاً: قُم وخُذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر… فقام وأخذ الصبي وأمه ليلاً وانصرف إلى مصر ( مت 2: 13 - 15) إنه مشهد ليلي تحدث فيه رحلة هروب. ويا له من أمر غريب أن ابن الله، الآتي إلى العالم ليخلِّص الخطاة، يهرب من أرض مولده لينجو من نية الإنسان الغادرة. وفي ظلمة الليل ـ لكي يتجنب الملاحظة ـ تبدأ الرحلة إلى مصر. ولماذا مصر؟ «لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوت ابني». وما أعجب طرق الله! إن ما فشل فيه الإنسان، يتحقق في شخص يسوع المسيح. لقد حقق المسيح نبوة هوشع11: 1. ولعلك تتساءل كيف يكون هذا؟! إن المسيح يطأ بشخصه المبارك الطريق التي فشل فيها الشعب القديم، وهو يبدأ ذلك التاريخ في مصر التي منها سيخرج عندما يموت هيرودس. ثم نجده بعد ذلك في الأردن الذي عبره الشعب القديم (مت3). ثم نجده في البرية (مت4). وقد فشل الشعب القديم فشلاً مُريعًا في مسيرهم في البرية. أما الرب يسوع فلم يفشل، بل في كل رحلة حياته في هذا العالم كان ناجحًا نجاحًا كاملاً في ما فشل فيه الآخرون، فهو الذي تكلم عنه إشعياء قائلاً: «ومسرة الرب بيده تنجح». وحيث فشل كل إنسان، نرى المسيح يمجد الله، ثم بنعمة عجيبة، يموت من أجل البشرية الفاشلة والتي بسبب فشلها، تحتاج إلى الفداء، فيفديها هو، لأن كماله المُطلق كإنسان أهَّله لأن يكون الفادي. فذهابه إلى مصر إذًا كان إتمامًا للمكتوب. فلما مات هيرودس، قام يوسف وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل. وإذ أُوحى إليه في حُلم، أتى وسكن في مدينة يُقال لها «ناصرة» لكي يتم ما قيل بالأنبياء أنه سيُدعى «ناصريًا». والتعبير «ناصريًا» لا نجده في العهد القديم. ولكن كانت الناصرة مكانًا لا يُحفل به. وفي ذلك المكان المُحتقر، تربى الرب يسوع. لقد تساءل نثنائيل مرة: «أ مِنَ الناصرة يُمكن أن يكون شيٌ صالح؟» ( يو 1: 46 ). ولكن ماذا كان منها؟ لقد أتى منها الرب المبارك، ولكنه للأسف كان مرفوضًا. «يسوع الناصري» ابن الله المبارك. قد مرَّ في هذا المشهد، غير مرغوب فيه من الإنسان ( يو 1: 10 ، 11). ومع أنه كان مُخلّصًا مرفوضًا، إلا أنه لا يزال هو المخلِّص الوحيد، ولا شيء يخمد حبه. هو لا يزال مرفوضًا، ولكن ـ أيها الصديق ـ وإن لم تكن قد آمنت بهذا المخلِّص، فسلِّم قلبك له الآن، ومَنْ هو أولى منه بذلك؟! |