|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وسمعت صوتًا يكلمني لذلك نسمع أنه بعد القيامة، سمح من أجل إقناعهم بناسوته "أخذ وأكل قدامهم" (لو 24: 43). فعل هذا بينما نحن نعلم أن جسد القيامة هو جسد روحاني نوراني لا يأكل ولا يشرب. إنما فعل الرب هذا ليقنعهم بناسوته. أما جسده بعد الصعود، فهو لا علاقة له بهذا الأكل من طعام مادي.. نلاحظ في كل هذا، أن شكوك التلاميذ قابلها الرب بالإقناع وليس بالتوبيخ أو بالعقاب. إنهم هم الذين سيأتمنهم علي نشر الإيمان في العالم كله. فينبغي أن يكونوا هم أنفسهم مؤمنين إيمانًا قويًا راسخًا يمكن أن يوصلوه إلي الآخرين مقنعًا لا يقبل الشك فأوصلهم الرب إلي هذا الإيمان القوي. إن كانوا لم يصلوا إلي الإيمان الذي يؤمن دون أن يري، فلا مانع من أن يبدأوا بالإيمان المعتمد علي الحواس، مع أنه درجة ضعيفة! تنازل الرب، وقيل منهم هذا الإيمان الحسي، لا لكي يثبتوا فيه، وإنما ليكونوا مجرد بداءة توصل إلي الإيمان الذي هو "الإيقان بأمور لا تري" (عب 11: 1). وهكذا قال القديس يوحنا: "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1 يو 1: 1).. وهذا الإيمان الذي اعتمد في بداءته علي الحواس، ما لبث أن اشتد وقوي، واستطاع أن يقنع الأرض كلها بما رآه وما سمعه، لئلا يظن البعض أن الرسل كانوا مخدوعين، أو صدقوا أمورًا لم تحدث. وهكذا رأينا القديس بولس الرسول يبشر فيما بعد بما رآه وما سمعه وهو في طريق دمشق.. وشرح هذا الموضوع كله للملك أغريباس، وشرح له ما رآه قائلًا "رأيت في نصف النهار في الطريق أيها الملك نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس.. وسمعت صوتًا يكلمني.." (أع 26: 13-15). وختم ذلك بقوله "من ثم أيها الملك اغريباس، لم أكن معاندًا للرؤية السماوية". هذا هو السيد المسيح الذي عمل علي تقوية إيمان تلاميذه، والذي عالج شك توما، وعزي بطرس في حزنه، وعزي المجدلية في بكائها، وأعاد الإيمان إلي الكنيسة. و كأني أتصور ملاكًا واقفًا علي قبره قبيل القيامة ينشد قائلًا: |
|