|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وهذا ما يفهمنا اقبال كل انسان على عبادة الله في كل مكان وزمان منذ تكوينه على الأرض، فأنه إذ جهل الله الحق، عبد عوضه الأوثان، حتى جاء المسيح فنادانا قائلاً: تعالوا الي ولا تعبدوا غيري انا الأله الذي لا يستطيع غيري ان يشبع جوعكم ويروي عطشكم. وفي هذه الأيام يرى الله الأنسان قد ظل عنه ويحب الأرضيات والماديات وبردت محبته له، فدعاه اليه بعبادة قلبه الأقدس ليهبنا ذاته ويسد عوزنا بقبولنا سر القربان المقدس الذي هو روح عبادة قلب يسوع غذاؤنا، لأن هذه العبادة بدون القربان المقدس تكون كجسد بلا روح ولكل حي طعام وبدون هذا الطعام يكون ميتاً. فالجسد يحيا بالطعام، والنبات يحيا بالطعام، والحيوان يحيا بالطعام، والطير يحيا بالطعام، وكذلك العبادة لقلب يسوع الأقدس تحيا بالطعام وطعامها القربان المقدس. ان العبادة لقلب يسوع الأقدس ليست من باب الأطلاق إلا ممارسة المحبة، فاذا علمنا جيداً حقيقة التناول فهمنا كفاية انه ما من طريقة توقد في قلوبنا نار محبة يسوع اكثر من تقدمنا بتواتر لقبول سر محبته العجيب. قالت القديسة آنجلا دي فولينيو (ايطاليا 1260 – 1309): ((لو تأملت النفس وأنعمت نظرها فيما يجري في هذا السر الألهي لتحول جليد قلبها البارد الى لهيب حب وإمتنان اذ ترى ذاتها محبوبة حباً عجيباً)). إن التناول يولينا حياة يسوع ( 2 بط 1 : 4 ). وهذه الحياة كلها قداسة وبرارة وسلام وغبطة. بالتناول نسلم من فساد العالم ونخبر بفضائل ذلك الذي دعانا من الظلمة الى نوره العجيب ( 1 بط 2 : 9 ). فيا للحزن العظيم الذي نسببه لقلب يسوع بإمتناعنا عن التناول وعدم التفاتنا الى سر القربان المقدس. إن هذا المخلص الإلهي قال يوماً لأمته الجليلة مرغريتا مريم: ((تناوليني ما أستطعتِ)) وقال لها أيضاً : ((تذوب نفسي عطشاً الى ان يحبني البشر ويكرمونني في سر محبتي، ولكني لا أرى من يجتهد بتكميل رغبتي ويروي غليلي ويكافئني بعض المكافأة)).ولذا طلب منها ان يتناوله المؤمنون في كل أول جمعة من الشهر وليكن تناولهم إياه للتعويض عن الأهانات التي تصيبه في القربان المقدس ووعدها بأن الذين يمارسون هذا التناول بإتقان يهبهم نعمة التوبة عند الموت فلا يموتون بدون ان يقبلوا الأسرار الاخيرة.فغاية قلب يسوع الأقدس من وضعه التناولات التسعة المتوالية في كل أول جمعة من الشهر شرطاً للفوز بالحياة الأبدية، ليست إلا ان يعودنا رويداً رويداً الإكثار من قبول سر القربان المقدس، إذ ان قبوله مرة واحدة في السنة لا يجدي النفس نفعاً كما لو قبلته مراراً عديدة. ولما كنا في عبادة قلب يسوع الأقدس نمارس أفعال محبته، كانت التناولات المتواترة أجدر من سواها بإعطائنا حياة الله وانمائها فينا لنظفر من ثمة بحياة الأبد قياماً بوعد قلب يسوع. خبر: يحكى ان امرأة غير متدينة، كانت تشعر في داخلها بشوق شديد الى العبادة وخبز القربان المقدس، متأكدة ان النفس لا حياة لها بدون هذا الخبز السماوي، غير انها لم تجد في حياتها ما يسكن لظى شوقها هذا ويريح نفسها. فعلمت بعد البحث الطويل انها لا تجد ضالتها إلا في الإنجيل المقدس، فأخذت تبذل غاية جهدها لتعيش ايمانها المسيحي الذي يستطيع وحده ان يحقق رغبة قلبها ويعطيها ما هي بحاجة اليه، فقامت في وجهها صعوبات كثيرة وموانع عديدة غير انها تغلبت على جميعها وتمكنت في الآخر ان تعيش حياة مسيحية مثالية مع لفيف اولادها وعائلتها وعدد كبير من النفوس العطشى مثلها الى المنّ السماوي الذي لا حياة لنا بدونه. إكرام: حاول ان تتناول القربان المقدس كلما حضرت القداس الألهي. نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً): يا قلب يسوع الأقدس زد إيماني بشدة حبك لي. . |
|