|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رئيسُ السَّلامِ «مِثلَ إِنسَانٍ لاَ يَسمَعُ، ولَيسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ» ( مز 38: 14 ) الرب يسوع - له كل المجد - هو ”رئيس السلام“. وقد جازَ في هذا العالم المضطرب بكل هدوء. وكان على الدوام في حضن أبيه، لذلك لم تستطع الظروف التي قابلها، رغم قسوتها، أن تُزعجه أو تقلقه. كان بالحق «رَجُلُ أَوجَاعٍ ومُختبِرُ الحَزَنِ» ( إش 53: 3 )، بل قد واجه الرفض التام من العالم كله، وامتلأ قلبه بالحزن بسبب قساوة الناس وعدم إيمانهم، لكن رغم ذلك استمر في طريقه؛ طريق المحبة والسلام. لقد كان يتنهد ويتألم من عدم إيمان الإنسان، لكنه في الوقت نفسه كان يرفع عينيه نحو السماء. وعندما رفض السامريون إرسالية محبته نظرًا لأن وجهه كان مُثبتًا نحو أورشليم - أي أن قلبه كان مُصمِّمًا على السير في ذلك الطريق الذي ينتهي بالصليب والعار - نراه ينحني في خضوع ويمضـي إلى قرية أخرى، مُنتهرًا تلميذيه يعقوب ويوحنا اللذين طلبا النقمة، لأنهما لم يعلَما من أي روح هما. وقد ظهر تسليمه وخضوعه أمام الجميع (لو9). وفي نهاية طريقه، عندما تراكم الحزن على نفسه، وحينما عايَن من بعيد أعماق الألم ومرارة الكأس التي سيشـربها، نراه يقبل الكأس من يد أبيه. ثم يجتاز وسط العار والاحتقار في تسليم وخضوع تام. وعندما شُتم لم يشتم عوضًا، ولمَّا تألم لم يكن يُهدِّد، بل كان يُسلِّم لمَن يقضـي بعدل. بل وسط كل هذا - بأحقائه المُمنطقة - كالخادم الأمين الكامل، نراه يُفكر في ضربة بطرس الجسدية التي قطعت أُذن ملخس عبد رئيس الكهنة، ثم يلمسها ويشفيها، مُصلحًا بهذا العمل اندفاع بطرس المسكين. ثم تستمر عيناه على بطرس، إنه يفكر فيه كمَن يحتاج إلى عنايته الخاصة. وفي اللحظة التي صاح فيها الديك التفت إلى بطرس ليُنبهه إلى المسافة الطويلة التي ابتعدها قلبه عن ربه وسيده. وعندما كان أعداؤه يُحاكمونه، رغم معرفتهم بأنه بريء، وقف صامتًا أمامهم لأنه كان يُسلِّم لمَن يقضـي بعدل. لقد كان «مِثلَ إِنسَانٍ لاَ يَسمَعُ، ولَيسَ فِي فَمِهِ حُجَّةٌ» ( مز 38: 14 ). ألا يحكم طريقه هذا ـ الطريق المبارك المُسالم - على طرقنا؟ كم من الأمور الزهيدة والطفيفة تجعل قلوبنا تحتد وتتعجَّل في الغضب! إن دعوتنا ـ أيها الأحباء ـ هي أن نكون مُبشـرين بالسلام من رئيس السلام، أن نحمل - إلى عالم مضطرب وقَلِق - روح السلام والهدوء التي تملأ الشخص الذي ينكر ذاته، ويجعل ثقته الكاملة في إلهه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأب رئيسُ الكهنة افمانيوس |
رئيسَ الحياهْ قامَ مِنَ القَبرِ |
«رئيسُ كهنَة أَمين» |
رئيسُ جُندِ الرَّبِّ |
هل يؤيد رئيسُ السلام الحربَ؟ |