|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
-يحدث أحياناً أننا نترك أورشليم.تزدحم أحداث فى دواخلنا.تصير أورشليم مصدر للحيرة بدلاً من اليقين.يحدث أحياناً أن نكون واحداً من تلميذى عمواس.عمواس كلمة يونانية قديمة تعني الربيع الدافئ.و كثيراً ما نظن أن الربيع الدافئ يأتى بعيداً عن المسيح بستين غلوة.لو 24 - لكن أصل الربيع يسوع المسيح يتبعنا حين لا نتبعه.لأنه ما مات هباءاً و لا قام خفية.لم يبذل نفسه كى يبقي الهالكون هالكين بل ليخلص ما قد هلك. - تمشي بنا الأفكار و تلهينا أخبار الناس عن أورشليم و ما فيها فننشغل باورشليم عن مسيح أورشليم. يصير عندنا مجرد خبر أن المسيح مات و البعض يقول أنه قام.تصير المعرفة سطحية بلا عشرة فتأخذنا ميلاً بعد ميل لنتغرب.المعلومات و الأخبار عن المسيح معرفة سطحية.أما المعرفة التى تنبع من المسيح فهي تجلبنا إلي المسيح.يصير أصل المعرفة فينا و تنبع إلى حياة أبدية..كثيراً ما نتغرب بنفس عقلية هذين التلميذين.حتى في الخدمة حين يحكمها الشكل لا الروح.تتحول اللقاءات الروحية إلي حفل سمر و مضيعة.جدل عقيم حول كل خبر تفتقر الروح. - نتحدث مع بعضنا البعض و كان بالأولي أن نتحدث مع مسيحنا.الذى بالإيمان معنا كل الأيام كما وعد و وعده حق. الخلاص من كل حيرة حين يكون مسيحنا هو من نخاطبه. - إثنان حائران يسألان و يجاوبان بلا منفعة.فليس من الحيارى تؤخذ الحقيقة بل من اليقين بمسيح الآب القدوس.ينقصنا من يملك الحقيقة.ينقصنا الحق ذاته يسوع المسيح.وقتها بلا جدال سنجد رداً و عند السؤال تتجلى إعلانات المحبة الإلهية. -إقترب يسوع القائم فيما التلميذان منشغلان بأخبار موته فى أورشليم.نحن نبتعد و هو يقترب.نحن نخل بأمانتنا و هو أمين لا ينكر نفسه.فلا نيأس إذا إبتعدنا لأنه لا يبتعد مثلنا بل يسايرنا لننتبه لشخصه القدوس.ليس عند المسيح مانع أن يظهر بعيداً عن أورشليم فالبعيدين أكثر من القريبين و لأجلهم قد جاء و مات و قام. -كيف تكون العين مفتوحة و لا تبصر مسيحاً يمشي معنا؟ حين لا يكون صوت الروح مسموعاً لأنه الأذن الذى به نسمع صوت الكلمة.و النور الذى في نوره نبصر نور العالم و الحق الذى يشير إلي الحق و الروح الذى يحركنا إلى مصدر الحياة و يوجدنا في حضرة الإله. - من أمسكت عينه عن الرؤية إلا الذى يدع نفسه للحيرة لا الإيمان.يتناسي ما رأته العين من المسيح و يذهب بها إلى أخبار من الناس.فتتوقف العين عن الرؤية.عين القلب تجهل المسيح إذا تبلدت المحبة و عدنا إلى الإنسان العتيق الأعمى الذى كان قبل أن نقابل المسيح و يجددنا. - المرة الوحيدة التى وصف بها المسيح أحدهم أنه عابس كانت فى هذا الظهور.لم يصف أهل الراقدين بالعبوسة.و لم يصف المرضى بالجسد و لا المصروعين بأرواح شريرة بالعبوسة بل وصف من غاب المسيح عن عيونهم بالعبوسة. المسيح معنا فإن لم نراه يضيع الفرح و تمتلكنا العبوسة علامة الجهل بالمسيح و فقدان الرجاء.فإن نلاحظ أنفسنا نرفض العبوسة لأن الفرح علامة على وجود المسيح في القلب و عمل روح الله مفرح القلوب. - من المحزن أن يقول تلميذ لمعلمه هل أنت غريب عن أورشليم؟ هل لا تعلم ما يحدث؟ نعم كم من تلميذ يفقد الرؤية الصحيحة.و الذى يقود بلا عينان يسقط فى إتهامات كهذه للمسيح شخصياً . -المسيح له المجد ظهر ليقدم دواء لهذا العمى الروحي.أن نسمع من المسيح ماذا قال عنه موسي و الأنبياء.أن يصير الكتاب المقدس بعهديه منصباً على شخص المسيح.نبحث عنه في كل موقف و آية و شخصية و نبوة.وقتها يظهر المسيح كالشمس.و يصبح كتاب الحياة سراج ينير عتمة القلب.منارة تهدي النفوس الحائرة في بحر هذا العالم.دواء العمي في الإنجيل حين نسمعه من فم المسيح و يكون قدامنا مخلصاً حياً .ليتنا نصادق حبيب القلب الذى يتضع و يسايرنا. -مع أن التلميذان سمعا أن المسيح ظهر لسمعان و ظهر للنسوة لكن حتي أخبار القيامة لا تؤثر إن لم يصاحبها رغبة في أن نشترك في نفس قيامة المسيح بالتوبة و الرجاء في ملكوت الله.قيامة المسيح ليست خبراً نتباهى به و نتجادل عليه بل حياة نشترك فيها مع القائم الذى يقيمنا معه. - الدواء الثاني الذى قدمه رب المجد هو كسر الخبز.ناولهما فإنفتح القلب و أبصرت العيون و تشدد الإيمان و إستحيا الرجاء و عرفا الذى سار معهما أميالاً دون أن يكتشفاه. - جسد الرب و دمه يزيل القشور عن العيون.من يد الرب ننالهما و ليس من إنسان فلا أحد يقدم جسد المسيح إلا المسيح بنفسه.فمتي تقدمنا لهذه العظائم المقدسة نعلم أننا قدام المسيح وجهاً لوجه و يده ممدودة بثقوبها.و دمه في الكاس بنفس نزيفه.نقف بمهابة لأن الذى سايرنا لا يرض أن نبقي في جهالتنا وقت سر الشركة.يا رب إفتح إعين الذين يتقدمون لأسرارك و إفتح قلوب الذين يتعلمون إنجيلك.فتكون قيامتك قيامتنا و نبكت أنفسنا على أزمنة الجهل و نبدأ بإتضاع زمن المعرفة الأبدية |
|