|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حديث المساء «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب! طوبى للرجل المتوكل عليه» ( مز 34: 8 ). لا شك أنها كانت عاملة مُتعَبَة ولكنها مسرورة، تلك التي عادت ذلك المساء إلى بيتها الجديد، لأن راعوث تحققت اختباريًا في ذلك اليوم الأول، كم كان جيدًا لها أن اتكلت على إله إسرائيل وهي غريبة مسكينة، لأنه هو «الصانع حق اليتيم والأرملة، والمُحب الغريب ليُعطِه طعامًا ولِباسًا»! ( تث 10: 18 ). فإيفة الشعير كانت ناطقة بجود الرب، بينما الخبز والفريك أضاف غنى إلى بركاته (ع14). ويظهر أن نُعمي تأثرت بهذه الدلائل غير المُنتظرة على عناية الله واهتمامه بها. لقد قالت بالأمس «القدير قد أمَرَّني جدًا» ( را 1: 20 )، أما اليوم فقد رأت أنه يعاملها بكل نعمة، فابتدأ برقع تذمر عدم الإيمان ينقشع من على قلب «مُرَّة»، وسرعان ما ستصير «المُرَّة» ذات النعم ثانية «فقالت لها حماتها: أين التقطتِ اليوم؟ وأين اشتغلتِ؟ ليكن الناظر إليكِ مباركًا. فأخبرت حماتها بالذي اشتغلت معه وقالت: اسم الرجل الذي اشتغلت معه اليوم بوعز» (ع19). ولا شك أن اسم بوعز قد أحيى في قلب تلك المرأة البائسة آمالاً جديدة. لقد أتت إليها مؤونة أعوازها الحاضرة على يدي قريبها الغني هذا، فهلا يعطيها الرب أيضًا على يديه فكاك ميراثها الذي ضاع بموت رَجُلها وابنيها؟ (2: 20؛ لا25: 25). لما رجع داود ذلك الرجوع المُخزي من أرض الفلسطينيين التي التجأ إليها بجهالة من وجه شاول، كتب مزمور34، وربما كتبه في عُزلة مغارة عدلام حيث عاد إلى الثقة بإلهه. وفي تسبحة الحمد هذه، يتذكر نجاته ويعظِّم نعمة الرب للنفس المحتاجة المتضايقة، ويدعو جميع المتضايقين والمديونين لكي يختبروه لأنفسهم قائلاً: «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب! طوبى للرجل المتوكل عليه» ( مز 34: 8 ). ونظير داود الراجع من جت ـ مدينة جليات، هكذا نُعمي الراجعة من موآب مملكة بالاق، قد ذاقت ونظرت أن الرب طيب وصالح وأن «كل مَنْ اتكل عليه لا يُعاقب» ( مز 34: 22 ). ولقد ميّزت نُعمي في المؤونة الوافرة التي أحضرتها راعوث من حقول بوعز ”إحسانات ومراحم“ الرب الذي كافأ ثقة هاتين الأرملتين الوحيدتين بسخاء وبسرعة. من ثمّ تشددت نُعمي بالرب. . |
|