لقد كان وضع يونان في بطن الحوت أيسر حالاً قياسًا إلى وضع ربنا وسيدنا على الصليب، الذي أطاع حتى الموت موت الصليب، ومن أجل عصياننا نزل إلى «العمق»، إلى مياه غامرة أعمق من تلك التي طُرح فيها يونان لعصيانه. على أن ذاك الذي بكلمة قدرته أطلق يونان من بطن الحوت حينما جاءت صلاته «إلى هيكل قدسه»، خلَّصه الله ومن قرون بقر الوحش استجاب له. وذاك المجيد «الذي، في أيام جسده .... قدَّم بصراخٍ شديدٍ ودموعٍ، طلبات وتضرعات للقادر أن يخلِّصه من الموت وسُمع له من أجل تقواه» ( عب 5: 7 )، ذلك الذي مرة «صُلب من ضعف» هو الآن حي بقوة الله الذي ”مال إليه وسمع صراخه، وأصعده من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقام على صخرة رجليه، وثبَّت خطواته“ ( مز 40: 1 ، 2).