|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجائي فيكَ «الآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ» ( مزمور 39: 7 ) «الآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟». هذا السؤال فاحص للقلب، وكاشف لكثير من مخبآته، لأننا كثيرًا ما ننتظر أمورًا نجد عند حصولنا عليها أنها لم تكن تستحق عناء الانتظار، والقلب البشري أشبه شيء بذلك الرجل الأعرج الذي كان يجلس عند باب الهيكل الجميل متطلعًا إلى كل مَن يمر به، منتظرًا أن ينال منه شيئًا ( أع 3: 5 ). هكذا القلب، تراه دائمًا يراقب الظروف والحوادث، منتظرًا شيئًا من الراحة والسِعَة، وتجده في كل حين جالسًا عند أحد الينابيع البشرية منتظرًا شيئًا من الشبع والارتواء. ومن العجب أن تلك الأشياء التي تعوّل عليها الطبيعة وتنتظرها، كثيرًا ما تكون تافهة نظير تغيير الظروف، أو تغيير المناظر، أو الانتقال من جهة إلى أخرى، زيارة أحد الناس، أو رسالة من إحدى الجهات، أو ما شابه ذلك. ولكن لا عجب فالقلب الذي لم يجد مركزه وينابيعه في الرب، يتعلق بأوهى الأشياء وأضعفها. ومن ثم نرى أهمية فحص القلب وتفتيش زواياه بهذا السؤال: «الآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟». لذلك عندما فحص صاحب المزمور نفسه بهذا السؤال: «الآنَ، مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟» أجاب: «رَجَائِي فِيكَ هُوَ». فلا صورة خيالية، ولا ضجيج باطل، ولا تكويم ذخائر ( مز 39: 6 )، لأنه قد وجد في الله غرضًا يستحق الانتظار، لذلك حوَّل نظره عن كل ما سواه وقال: «رَجَائِي فِيكَ هُوَ». هذا هو المركز الوحيد، مركز الأمان والسرور، وكل مَن يعتمد على المسيح وينظر إليه وينتظره لا يخزى، بل يمتلك في الوقت الحاضر كنزًا لا ينضب من التمتع بالشركة مع المسيح، وأمامه الرجاء المبارك أنه عند انتهاء هذا المشهد الحاضر، بكل ما فيه من صورة باطلة وضجيج باطل وينابيع باطلة، سيكون مع الرب يسوع حيث هو، يرى مجده، ويتمتع بضياء مُحياه، ويتغير إلى صورته. ! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من وجدَ فيكَ حريَّتَه |
هل فيكَ يَرونَ يسوعْ |
تين ورق الكمان أو فيكس ليراتا |
ما فَقدنا فيكَ الرَّجاء |
نبات فيكس بنجامينا |