|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لاهوت وناسوت المسيح والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب ( يو 1: 14 ) كلمة الله تعلن بكل وضوح أن شخص المسيح له طبيعتان. لقد كان الله الظاهر في الجسد، كان الابن الأزلي، والابن الأزلي صار إنساناً. كان إلهاً وإنساناً في وقت واحد، الأمر الذي لا يمكن أن يكون لغيره، والذي جعل شخصه المبارك لا يُحد ولا يمكن إدراكه حتى أنه بنفسه قال "ليس أحد يعرف الابن إلا الآب" ( مت 11: 27 ). ولكن من الضروري أن نُمسك جيداً بكونه إلهاً حقيقياً وإنساناً حقيقياً. لأنه لو لم يكن إنساناً حقيقياً لما استطاع أن يصير ذبيحة عن الخطية، ولو لم يكن هو الله لما كانت ذبيحته كافية للجميع. ولأن الشيطان يعلم ذلك، حاول في كل جيل أن يقلب إحدى هاتين الحقيقتين أو يقلبهما معاً، وذلك بما يوجده من الشكوك بخصوص كمال لاهوت المسيح أو كمال ناسوته، مع أن مجد المسيح هو في كونه الله وإنسان معاً، أي أنه في شخص واحد قد اجتمع الله والإنسان. هذا الحق هو أساس الفداء كما أنه الذي يعطي هذا الفداء الأهمية التي له. لهذا ما أوسع المجال الذي ينفتح أمامنا لنتأمل فيه! فبتتبع طريق المسيح من مذود بيت لحم إلى صليب الجلجثة، تظهر لنا صفات اللاهوت والناسوت. فإذ نراه في صورة اتضاعه كما هو مكتوب "كان منظره كذا مُفسداً أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم" ( إش 52: 14 )؛ نراه مُتعباً وجالساً، آكلاً وشارباً، باكياً مع الباكين (يو11) أو نائماً على وسادة في مؤخر السفينة ( مر 4: 38 )، إذ نرى كل ذلك وغيره، لا نشك في كونه إنساناً. وفي الواقع إن دلائل ناسوته هى التي - إذ رآها خصومه - جعلتهم يخطئون فهم شخصيته ولا يدركون أمجاده الفائقة. ومن الجهة الأخرى فإن دلائل لاهوته ليست بأقل وضوح للعين الروحية البصيرة. مَنْ يستطيع سوى الله أن يطهر الأبرص أو يفتح عيني الأعمى أو يُقيم الميت أو يسود على الرياح والأمواج؟ من أجل هذا قال لفيلبس، عندما طلب أن يُريه الآب "ألست تؤمن إني أنا في الآب والآب فيَّ؟ ... صدقوني أني في الآب والآب فيَّ وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها" ( يو 14: 10 ، 11). ثم إن ما كان عليه وما تُظهره به الكلمة، يجعل لاهوته أمراً لا يقبل أقل شك "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر" ( يو 1: 1 ،18). |
|