|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ لِتَكُنْ يَا رَبُّ رَحْمَتُكَ عَلَيْنَا حَسْبَمَا انْتَظَرْنَاكَ ( مزمور 33: 22 ) لا يوجد شخص في علاقة بالله إلا وقد اختبر وتعلَّم أن ينتظر الرب في أمرٍ ما، وصلَّى بلجاجة مُسترجيًا رحمته، صابرًا لمواقيته. فهناك مَنْ ينتظر النجاح الدراسي، أو فرصة عمل، أو الحصول على سكن، أو الارتباط المُوَفَّق في الزواج، أو انتظار طفل بعد الزواج، أو شفاء مريض، أو افتقاد شخص بعيد عن الرب، أو حل مشكلة أُسرية .. إلخ. وكل هذه احتياجات طبيعية مشروعة والرب يُقدِّرها. ولكن الانتظار دون أن نعمل شيئًا من أصعب الدروس على طبيعتنا البشرية، وكثيرًا ما نفشل فيه وقد فشل فيه أبطال في الوحي المقدَّس أمثال إبراهيم ويوسف وداود وغيرهم. ونحن كذلك أحيانًا كثيرة نفشل فيه أيضًا. وكم تمرّ أوقات الانتظار بطيئة وثقيلة، خاصة عندما تكون الاحتياجات مُلِحَّة والطلبات عاجلة، وليس في مقدورنا شيء لنعمله سوى أن ننتظر التداخل الإلهي السريع. وعادةً فإن الانتظار تُصاحبه الحيرة والقلق لسبب صمت السماء الطويل. وتزداد جُرعة الألم إذا كان المؤمن قد اعتاد على أن يأخذ أموره من يد الرب، وتعلَّم أن زمام الأمور لن يفلت من يده، لهذا قد تصدر منه كلمات العتاب للرب بسبب تَمَهُّلَه وعدم تدخُّله. فلعِلمه أنه يقدر أن يصنع المُحَال، والأمر لن يكلِّفه كثيرًا، ولعِلمه أنه يعلم الاحتياج، لهذا يتألم لأجل عدم تدخُّله وصبره الطويل. عزيزي .. تشجَّع فصلواتك حُفظت في مكان أمين. قد يبدو لك أن السماء صامتة لكنها لن تصمت إلى الأبد. والأوقات التي تمر ليست أوقات ضائعة، ففي برنامج الله لا توجد أوقات بلا تدريبات، حتى الأوقات التي فيها ننتظر بشوق وبصبر عطاياه. هذه أوقات تجهيز إلهي. فكم من المرات التي لم نكن فيها من النضج الذي يجعلنا نُقدِّر ونصون عطاياه، فيتأنى الرب علينا، لا لأنه لا يريد أن يُعطينا، بل لأننا لا نصلُح للأخذ بعد! لهذا يستثمر الرب أوقات الانتظار لكي يُغيِّر فينا، ويُشكِّل في أوانينا، ويُجمِّلنا بصفات وسجايا لنكون مناسبين أن يستودع عطاياه بين أيدينا. فمن خلال الانتظار يوسِّع طاقتنا الروحية فنحتمل الظروف التي نمر بها، ويعلِّمنا أنه ليس كل ما نرجوه هو بحسب مشيئته، ويُعلِّمنا أيضًا الثقة فيه فيزيد الإيمان. فإن كنا وثقنا في الرب من جهة الأبدية فإنه يُعلِّمنا أيضًا الثقة فيه من جهة إعوازات البريَّة. . |
|