|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قيْلَ أنَّ راهبين كانا يسكنان معاً، وأنَّ أحدهُما إكتَسَبَ محبَّةً كبيرةً لقريْبِهِ، وكان يُدَبّرُ كلَّ وسائلِ الرّاحَةِ لأخيْهِ ويعتَني بخِدْمَتِهِ، مقَتَنِعاً بأنّ كلّ ما كان يعمَلُهُ لأَجْلِ أخيْهِ، كانَ يعمَلُهُ للمسيح. ولذلك فقَدِ اسْتَحَقَّ نعمَةً عظيْمَةً منَ الرَّبِّ بسَبِبِ محبَّتِهِ الفائقَةِ الُّلطْفِ والرِّقّة. ورأى الرَّبُّ تواضُعَه الفَريْدِ ومحبَّتِه الكاملةِ، فأرْسَلَ مَلاكاً ليُبارِكَهُ. ولأنَّ الأخَ رأى في نفسِه أنَّه لمْ يكنْ مستحِقّاً لمِثْلِ تلكَ النِّعمَةِ، أخذَ يقولُ للمَلاك: "لا شكَّ في أنَّكَ أُرْسِلْتَ إلى شخصٍ آخَر، لأنّني أنا غيرُ مستحِقّ".ولمَّا أصرَّ الملاكُ على أنْ يبارِكَه، قالَ الرّاهب: إنْ كانَ الرَّبُّ حقّاً قد أرْسَلَكَ لكيْ تُبارِكَنيْ أنا غَيْرَ المُسْتَحِقّ فبارِكِ الأخَ الّذي معيْ وليْ ثِقَةٌ أنَّني سأكونُ مُبارَكاً! "فلمَّا رأى المَلاكُ عِظَمَ محبَّتِه ،ذُهِلَ وقالَ له: "إنَّ الناموسَ يُوْصي بأنْ تُحِبّ قريبَكَ كنفسِكَ، ولكنَّكَ تُحِبُّ قريبكَ أكثرَ منْ حبِّكَ لنفْسِكَ، لذلكَ فإنَّ القديْرَ يُبارِكُكَ بنفسِه". ولمَّا قالَ الملاكُ ذلكَ الكلامَ ،جاءَ صوْتٌ منَ السَّماءِ منْ فَمِ الرَّبِّ مُبارِكاً الأخَ ثلاثَ مرَّاتٍ بقَوْلِه: "فلتِكُنْ مُبارَكاً". "علامةَ الكمالِ الرّوحيّّ أنْ يفرَحَ الواحِدُ لتقَدُّمِ قريْبِهِ، وعلامةِ النِّيَّةِ السَّيّئَةِ أنْ يحزَنَ الواحِدُ لتقدُّمِ رفيْقِه" (القدّيس أفرام السّوريّ). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أصبحت علامة الصليب علامة رعبة للشيطان |
يا رَب اعطِني قلبٌ يفرَحُ بكَ |
الواحِدُ يَزرَعُ والآخَرُ يَحصُد |
النون التي كانت علامة الموت ها هي علامة النصر |
السكوت أصبح علامة للألم، بعد أن كان علامة للرضا |