كان مسيحياً من شرفاء بلاد فارس، فقرَّبه يزدجرد الملك من بلاطه واولاه اشرف المراتب. الزم الملك جميع المسيحيين بان يقدموا الذبائح للشمس والكواكب. فكان حظ الكثيرين اكليل الاستشهاد، غير ان بعضهم خافوا وكفروا بايمانهم، ومنهم يعقوب هذا الذي انصاع لامر الشاه، فكفر وقدَّم البخور لآلهة المملكة.
فبلغ الخبر امه وزوجته، فكتبتا اليه رسالة مليئة بالعتاب والاسف والدموع والتوسل اليه لكي يرجع عن غيه. فكانت لتلك الرسالة تأثيرها العميق في قلب يعقوب. فأسرع الى سرادقه وتناول الانجيل وبدأ يتأمل في تعاليمه السامية ولا سيما بهذه الآية:" من آمن بي وان مات فسيحيا" (يو 11: 25). وخرج الى الشوارع ينادي:" انا مسيحي انا مسيحي". فاخذ الملك يوبِّخه على جسارته هذه ويتهدَّده بالموت. فأجابه بكل جرأة انه عن ايمانه لن يحيد. فغضب الشاه وامر بأن يُقطع إِرباً. فقطَّعوا اولاً اصابع يديه ورجليه واحدةً واحدة، ثم قطعوا يديه ورجليه ثم ساقيه وذراعيه وهو صابر يشكر الله حتى تعجب الحاضرون من شجاعته. واخيراً قطعوا رأسه فتكلل بالشهادة وكان ذلك يوم الجمعة سنة 441. صلاته معنا. آمين.