|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيحي رسول في محيطه ... عندما يقتبل المسيحي سر العماذ ، يصبح عضوا ً في جسد المسيح السري ، الذي هو الكنيسة . وبقوة هذا السر ينال ختما ً روحيا ً لايمحى هو علامة انتمائه الى المسيح ، ورمز اشتراكه بكهنوت المسيح ، هذا الاشتراك الذي يخوله نيل الاسرار الاخرى والاشتراك بحياة الجماعة المسيحية . ان هذا الانتماء للمسيح الذي بدأ بالعماذ ، يجب ان ينمو ويصبح نشطا ً في حياة المؤمن ، بحيث يصبح كل مسيحي رسولا ً في محيطه ، كالخميرة في العجين حسب تعبير ربنا له المجد . ويعطي شهادة حية لايمانه وانتمائه وذلك باعماله الصالحة وتصرفاته الحسنة مع الآخرين . في داخل الاسرة مع الكبار والصغار ، ومع زملائه في محيط عمله ، بحيث تكون اعماله ونشاطاته مطابقة لارادة الرب وتعاليمه وبذلك يحقق قول ربنا : ( ليضيء نوركم قدام الناس ليروا اعمالكم الصالحة ويمجدوا اباكم الذي في السموات ) ( متى 5 : 16 ) . ان مريم ام الكنيسة تساعد بكل تأ كيد كل من يلتجيء اليها طالبا ً عونها في تأدية رسالته ، وتلهمه طريق الخير والصلاح ليكون رسولا ً حقيقيا ً للرب . خبر روى احد الواعظين هذا الخبر عن رجل في خورنته كان سبب عثرة وشكوك لسائر ابناء الخورنة ، اذ كان منغمسا ً في الشر بكل معنى الكلمة ، فكلامه بذيء ، وسيرته سيئة ، اقترف الموبقات والآثام وكان نزيل السجون اكثر من مرة ، وكان يفاخر بجرائمه ويعلن عن استعداده لاقتراف المزيد اذا ما سنحت له الفرصة . حاول الكاهن اكثر من مرة التقرب منه واستمالته الى طريق الخير والتوبة ، لكنه قوبل دائما ً بالسب والشتم والطرد والازدراء . وتقدم الرجل بالسن ، وكلل الشيب رأسه ولم يرعو ، بل كان يزداد اصرارا ً في معاصيه ويتباهى باعماله الدنيئة و يشجع الاخرين على السير في طريقه . وفي احد الايام سقط طريح الفراش ، وفي هذه المرة ايضا ً حاول الكاهن زيارته لكن قوبل بالرفض . فطلب من ابناء الخورنة ان يرفعوا الصلاة على نيته ويلتجئوا الى مريم العذراء لكي تعيد الخاطيء الى طريق الحق . فحدثت المعجزة ، فبعد ايام من بدء الصلاة على هذه النية وكان شهر ايار قد بدأ ، والكاهن في الكنيسة يتلو الوردية ، دعي الى فراش الشيخ المريض ، فاذا به يذرف الدموع ويطلب بالحاح الاعتراف والتناول واتم كل شيء بتوبة حقيقية . وزادت العذراء من عطفها عليه اذ منحته الشفاء من مرضه فاصبح من اكثر المتعبدين لمريم وصار مثالا ً صالحا ً للمؤمنين . يهرع قبل الجميع الى الكنيسة ، ويردد امام الجميع نعمة العذراء نحوه ويلهج بمديحها وشكرها . اكرام امتنع عن التلفظ بالكلام الجارح او البذيء ولا تحلف باسم الله بالباطل نافذة يا سلطانة الرسل علمينا طريق الخير |
|