|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عظة من أجل تحرير النفس🔸 في أحد الأوقات توجه الأب باخوميوس إلى دير طبانسين، ولما وصل هناك التقاه الإخوة وسلموا عليه، وجلس كعادته بينهم وكلمهم من أجل حراسة النفس وصونها من شر الأعداء الماكرين وتخابثهم على دنس البشر ولاسيما الرهبان، وقال: الخليق بالراهب ألا يكتفي بنسكيات الجسد الظاهرة كالصوم والصلاة والسهر والخدمة فقط، بل ويضيف إلى هذا أن يجاهد في صيانة النفس من هواجسها وزهوها، ومن الافتخارات التي تشينها وتضعفها أعنى حب الرئاسة والخيلاء والبغضة والمشاحنة والتيه والصلف والنميمة وما شاكل هذه الرذائل. والأجدر به قبل كل شيء أن يقتنى خوف الله ساكنًا فيه، وأن ينظر على الله في السر والعلانية في كل حين وفي كل مكان، لأنه جل اسمه وتقدس ذكره ناظر على جميع الأعمال من خير وشر. فإن فعل هذا (أي اقتنى خوف الله) امتنع عن ارتكاب الخطيئة، وإن هو أهمل خوف الله والمراقبة الخلاصية لنفسه وغفل عن العمل بالوصايا، حينئذ ينطبق عليه قول المزمور "تتدنس في كل حين طرقه برفعه أحكامك عن وجهه". خوف الله: وكما أن النار تجلو الصدأ عن الحديد هكذا خوف الله يذيب عن النفس كل رذيلة ويجعلها إناءً للكرامة ومحلًا للسلامة. أما ما يلقيه إبليس من التجديف الذي هو نتيجة الكبرياء المتولدة فينا من إدانة قريبنا فدواؤه (أي دواء التجديف) مع رحمة الله الاعتراف به وإشهاره للآباء الروحيين ثم إهماله وتركه. أما أن أهمل الإنسان الاعتراف به وأخذ في إبعاده عنه بالصوم والصلاة وتواصل الركعات (المطانيات) فهو يتعب باطلًا ويجاهد عاطلًا. فالأولى بنا أن نهين هذا الفكر ونقول لزارعه: اذهب عنى يا شيطان فأنا لربى وحده أسجد وإياه أعبد، أما أنت فليرجعني قولك على رأسك ولينحدرن تجديفك على هامتك. هذا الداء النجس والمرض الرجس قد ألقى كثيرين من قليلي الخبرة في اليأس. وقوم شقوا أجوافهم بأياديهم بسكاكين وغيرهم طرحوا ذواتهم من أعلى إلى أسفل كعقل المجانين وهلكوا بأسوأ ميتات. وبالجملة أقول أنه إن غفل الإنسان عن هذا المارد ولم يحفل به قتله وأهلكه وسلب منه عمره وحياته. أهمية الاعتراف: فسبيلنا أن نعترف بالأمر للرجال الخبيرين بهذه الصناعة وبعد ذلك نصلى بإفراز روحاني. |
|