فوائد قيامة المسيح للمؤمنين عند الموت:
معلوم أن أكرب ساعة تمر على الإنسان في هذه الحياة هي ساعة الموت، لأنه عدا عن الآلام التي يكابدها من فراق روحه لجسده، وعدا عن أفكاره المتألمة من فراق ذويه وأهله وأصدقائه وكل ما اقتناه وتعب فيه في هذه الأرض وعدا أفكاره التي تنصب في مقابلة ربه الذي سيدينه عن كل فكر وقول وعمل صدر عنه في هذه الحياة، ففي تلك الساعة الرهيبة تصطف خطاياه أمام عينيه. وأن كان قد تغاضى عن شناعتها طول حياته لكن في تلك اللحظة تظهر له شناعتها كما هي فير أنه قادم إلى إله عادل منتقم وجبار. فما أمرّها ساعة، ساعة سلطان الظلمة المملوءة من الخوف والجزع والفزع والاضطراب الذي ليس بعده اضطراب! فلا تهون تلك الساعة إلا على من عنده كمال الثقة بغفران خطاياه، ويعلم أن كل دينه قد وفي إلى التمام، وأنه منطلق لمقابلة إله محب ليس منتقماً جباراً بل هو أب رحيم شفوق وأن السماء التي كانت مقفلة أمامه لأنه لا يستحق أن يلجها بسبب ذنوبه إذ " لا يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً ترى مفتوحة أمامه إذ قد اغتسل وتطهّر وتقدّس من كل ما يمنعه من دخولها.على مثل هذا فقط تهون تلك الساعة الرهيبة ساعة الموت.