القيامة تحمل في داخلها عملية توازن وتعويض..
فالذين لم يأخذوا حقهم علي الأرض، يأخذونه كاملًا في السماء بعد القيامة. والذين ظلمتهم البشرية، ينالون العدل الإلهي كاملًا بعد القيامة.
كذلك ينال أجرهم هناك، الذين عملوا الخير في الخفاء. ولم يشعر بهم احد ولكن الله كان يسجل لهم كل أعمال برهم ليكافئهم عليها. كذلك سيعطي كل الذين لم يكافأوا علي الخير الذين عملوه في الأرض. ولم ينالوا عليه ما ينتظرونه من تقدير..
سيشعر الناس في القيامة أن أحكام الله غير أحكام الناس. وأنه سيكمل عدل الله في السماء.
ويتمتع بهذا العدل أيضًا منن قد ولدوا بظروف معينة، أو في بيئات معينة لم تكفل لهم الخير والسعادة والتكافؤ الاجتماعي. سيعوضهم الله عن كل ما تنقصهم في الدنيا. كما تشرح لنا قصة الغني ولعازر (لو 16).
وفي القيامة يرد الإنسان إلي رتبته الأولي. ترجع إلي روحه هيبتها، ويرجع إلي الجسد بهاؤه..
ينال الجسد لونًا من التجلي يعطيه مجدًا، وكذلك النفس.. وتخلص الجسد من كل نقائصه. وكذلك النفس..
لذلك حسنًا قال الكتاب عن الجسد إنه "يزرع في هوان، ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسمًا حيوانيًا، ويقام جسمًا روحانيًا" (1 كو 15: 43، 44).