|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تجربة المسيح (3) ثم أخذه أيضًا إبليس إلى جبل عالٍ جدًا، وأراه جميع ممالك العالم ومجدها، وقال له: أُعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي ( مت 4: 8 ، 9) نلاحظ أن إبليس في تجربته للسيد، استخدم تكتيكًا منظمًا متدرجًا. فالتجربة الأولى كانت على المستوى المادي ( مت 4: 3 )، أما التجربة الثانية فكانت، إن صحّ التعبير، تجربة دينية. أما التجربة الثالثة ففيها يسفر الشيطان عن وجهه القبيح. وكأنه قد تحقق فجأة من إنسانية المسيح الكاملة، فتعامل معه على هذا الأساس. إنه قد وجد السيد ـ له كل المجد ـ مُصرًا على أن يأخذ تمامًا مركز الإنسان، إذًا فليجرِّب معه سلاحًا لم يفشل في استخدامه مع الإنسان على مدى أربعة آلاف سنة، هي عمر خبرته في التعامل معه. إنه لا يقول فيما بعد «إن كنت ابن الله»، بل يقدم عَرضه بوقاحة «أعطيك هذه جميعًا (ممالك العالم ومجدها) إن خررت وسجدت لي». لقد قبل الملايين من البشر، قبلها وبعدها، باقتراح إبليس؛ ورضوا بالسجود له مقابل ما هو أقل بكثير، فهل يستطيع هذا الناصري الفقير أن يقاوم ممالك العالم ومجدها؟ إنه هجوم جنوني، ويحمل في طياته إهانة لمجده الإلهي المُحتجب في الناسوت الموجود أمامه. عندها وللمرة الأولى ينادي السيد، الشيطان باسمه، بعد أن أسفر عن وجهه «اذهب يا شيطان». أما السجود فلا يكون إلا لله وحده «لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (ع10). أما ممالك العالم ومجدها، فسوف يأخذها من يد الآب، وعن طريق الألم والصليب. إن هذا العالم قد دمّره إبليس رئيس هذا العالم، ولوَّثته الخطية، ولا بد من الفداء قبل أن يأخذ المُلك الذي له على الجميع. وسوف يأتي وقت تجثو فيه باسم يسوع كل رُكبة، ممن في السماء ومَنْ على الأرض. ليس عن طريق السجود للشيطان، بل عن طريق الطاعة للآب. الطاعة حتى الموت، موت الصليب. «اذهب يا شيطان»، وكأنها نبوة عن هزيمته الساحقة له في الصليب حين أباد «بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس». عندئذ تركه إبليس «وإذا ملائكة قد جاءت فصارت تخدمه». الملائكة المكتوب عنهم أنه «يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طُرقك». لقد كان انتصاره ساحقًا، وهو على استعداد لأن يقودنا في موكب نُصرته في كل حين متى سلّمنا له، وتمتعنا به، له كل المجد.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دى تجربة الخبز وبأسميها تجربة البطن وهى فى الحقيقة تجربة صعبة |
تجربة المسيح (2) |
تجربة المسيح و تجاربنا |
بين تجربة آدم وتجربة المسيح |
تجربة المسيح |