لماذا توقد الشموع فى الكنيسة ؟
جواب
الشموع طبعاً للإضاء . وكانت تستخدم قديماً ، لأنها تعطى ضوءاً خافتاً . وهذا الضوء يوحى بالخشوع والرهبة ، أكثر من الباهرة . ولذلك نجد الكنائس التى تضاء بالشموع فقط ، أكثر رهبة . وهى تستخدم الآن مع وجود الكهرباء ، فى الحالات الخاصة التى نشعر الناس فيها بتركيز معين على النور . فتستخدم مثلاً فى قراءة الإنجيل ، لأننا نستنير به ، إذ يقول الكتاب " سراج لرجلى كلامك ، ونور لسبيلى " (مز119) . ويقول أيضاً " كلمة الرب مضيئة تنير العينين " (مز19) . وتستخدم حينما توضع أمام أيقونات القديسين ، إشارة إلى أن القديس كان نوراً للعالم ، وأيضاً كان كالشمعة يذوب لكى ينير للآخرين . ولأن الشمع ينير بالزيت الذى فيه ، الزيت يرمز إلى الروح القدس ، فإن نور الشموع يوحى بأن القديس لم يكن منيراً بذاته ، إنما بنعمة الروح القدس فيه . ونحن نوقد الشموع أيضاً إشارة إلى وجود الملائكة ، الذين هم أيضاً أنوار و " نار تلتهب" . وهناك شمعدانان يوضعان على على المذبح إشارة إلى الملاكين اللذين ذكرا فى قصة القيامة . ونحن ننير الشموع فى لحظات معينة أثناء القداس الإلهى ، وبخاصة أثناء صلوات تقديس الأسرار ، إشارة إلى وجود الرب نفسه ، الذى هو " النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آت إلى العالم " . فحلوله حلول النور . والشمامسة حينما يمسكون الشموع فى أيديهم ، إنما يشيرون إلأى أن خدام الكنيسة يحملون النور إلى العالم للهداية ، فهم حملة المشاعل ، كما أنهم هم أيضاً منيرون كملائكة الله فى السماء . والشموع تشير إلى النور عموماً ، إلى حياة البر التى يريدها الله للناس . فقد شبه الكتاب الخير بالنور ، والشر بالظلمة ودعى الأبرار " أبناء النور " والأشرار أبناء الظلمة . وقد قال الرب " سيروا مادام لكم النور ، لئلا يدرككم الظلام " . والشموع فى الكنيسة ، ترمز إلى أنها المكان الذى يوجد فيه النور . والنور أيضاً يشير إلى حالة تجلى الأبرار ، كما حدث لموسى وايليا على جبل طابور ، وكما سنتقوم فى الأبدية بأجساد نورانية . والشمامسة وهم يحملون الشموع خلف الكاهن أو حلوله ، يذكروننا بالخمس عذارى الحكيمات وهن يحملن مصابيحهن ، اشارة للاستعداد . ليتنا نقدم لك ( الشموع ) كموضوع مستقل ، لا كسؤال