16 - 05 - 2021, 06:19 AM
|
|
|
..::| الإدارة العامة |::..
|
|
|
|
|
|
البابا الوحيد الذي لقب بالرسولي ❤️
لقب دفع ثمنه غالي جدااا طوال حياته .... العالم كله وقف ضده حتي رجال الدين تركوه 😔
قسي من متاعب والآلام قرابة 50 سنة منها نفي حوالي 20سنة .
نحن اليوم نمدح البابا أثناسيوس ❤️,لكن أؤكد لكم أنه لو عاش أثناسيوس اليوم لانصرف أكثركم بعيدا عن أثناسيوس 😍,لاتهمتموه بالغباوة وبالحماقة😔 ,لقال أكثر المسيحيين هذا الرجل عنيد سبب لنا متاعب,هؤلاء يهمهم سلام الكنيسة ولو علي حساب المبادئ,وهذا يدلكم علي أن روحا غبية,روحا ليست من روح آبائنا الشهداء قد تسربت إلي شعبنا,ودخل الموت ودخل الضعف ودخلت الاستكانة
أصبحنا طبولا يهزها الهواء,بينما كان آباؤنا أبطالا صناديد يقفون أمام المتاعب كالجبل الأشم لا يلين ولا يتحرك,وكان يقال عن آبائنا (إن تحريك جبل عن موضعه أيسر من تحريك قبطي عن موضعه).كانت روح البسالة وروح الشجاعة وروح الاستمساك والارتباط بالمبدأ,كانت هذه رائدة شعبنا ومن خصائصنا المحافظة كقول المسيح له المجد:الذي عندكم تمسكوا به إلي أن أجئ (رؤ2:25).
أما التساهل فصار في شعبنا اليوم موجة وموضة,ويظن هذا المتساهل أنه مسيحي وأن هذا هو السلام.ليس هذا سلام بل إنه الاستسلام,إنه برودة الموت,إن السيد المسيح في بعض المواقف رأي بعضا من تلاميذه تراجعوا إلي الوراء,فنظر إلي الباقين منهم وقال لهم:هل أنتم تريدون أن تمضوا أيضا (يو6:67)...تريدون أن تمضوا امضوا...
لا يرضي المسيح أبدا بهذا النوع من السلام ولا بهذا التراجع أو التقهقر عن المبادئ,وإنما المسيح يقول:الذي عندكم تمسكوا به إلي أن أجئ كن أمينا إلي الموت فسأعطيك إكليل الحياة (رؤ2:10).ما معني الأمانة؟ ما معني الأمانة والأمانة إلي الموت؟ ما هو معناها؟..
إذا كان منهجنا منهج الاستسلام,منهج السلام الرخيص علي حساب المبادئ,هذه خيانة لديانتنا,خيانة لمسيحنا,خيانة لأرثوذكسيتنا.هذه أمور ينبغي أن تصحح,هذه ثورة التصحيح التي نادي بها أثناسيوس,أن يقف الإنسان عند مبدئه,ولو وقف لوحده وحيدا,ولو وقف العالم كله ضده,قالوا له فعلا أنت واقف لوحدك العالم كله ضدك,قال:وأنا بنعمة إلهنا ضد العالم.
مثل ما قال الرسول:حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به صلب العالم لي وأنا للعالم الصليب خشبتان متعارضتان واحدة أفقية وواحدة رأسية,لا يمكن أن تكونا متوازيتين,لا يوجد أبدا التقاء إلا في التعامد والتعارض,هذه أفقية وهذه رأسية لا يوجد التقاء إلا علي أساس التعامل والتعارض.
أريدكم أن ترجعوا لأفكاركم إلي الظروف القاسية التي كان يعيشها الرجل في ذلك الوقت,لو كنت أنت في هذا الموقف هل كنت تقدر أن تتحمل هذا كله,هل تتحمل أن تكون في موقف يعارضك فيه الناس جميعا,حتي رجال الدين ورجال الحكم,تبحث عن أحد معك فلا تجد,وكل يوم تخسر أكثر وأكثر وأكثر حتي تصل المسألة أنك تجد نفسك تعيش بمفردك,ما أقسي هذا الموضوع,ارجعوا للوراء وحاولوا أن تعيشوا في الظروف التي عاشها أثناسيوس.
من منا لو كان في مثل هذا الموقف,من منا كان يقدر أن يصمد؟,من كان يصمد؟ لا يوم أو اثنين أو سنة أو سنتين...لكن خمسين سنة,لو كنت أنت في هذا الموقف هل يكون عندك هذا الصمود؟ هل يكون عندك هذا الجلد؟,هل يكون عندك هذا الإصرار؟,هذا هو الموقف الصعب.كيف تعيش بين الناس,كيف تتحمل النقد والانتقاد,والشتائم والإهانات والسباب,وظروف الاضطهاد والنفي والتشريد,حتي القوة المدنية,قوة الدولة كلها التي تجندت لمحاربة أثناسيوس لأن الدولة يهمها صالح الأمن,وعندما تكون الأغلبية ضد واحد فمحصلة الأمن تقتضي أن تكون الدولة في نصرة الأغلبية ضد الأقلية.خاصة إذا كان الأقلية واحدا,ولو اختفت رأس هذا الإنسان استراح العالم.تصور هذا الموقف وصعوبته,تصور كل هذا.😔
عن مقالة للعلامة القبطى الأنبا أغريغوريوس ❤️ أسقف الدراسات العليا بعنوان " شجاعة القديس أثناسيوس الرسولي "
|