|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رأوه ماشيًا على البحر «رَأَوْهُ مَاشِيًا عَلَى البَحرِ ... فَلِلوَقتِ ... قَالَ لَهُم: ثِقُوا! أَنـا هُوَ. لاَ تخافُوا» ( مرقس 6: 49 ، 50) في مرقس 6: 45-52 نجد صورة مُحكَمة صارخة، لِما كان على تلاميذ المسيح أن يتحمَّلوه في البحر العاصف حينذاك، بينما كان الرب يتشفع من أجلهم على الجبل. فبعد إطعام الجمع ( مر 6: 30 -44)، ألزَم الرب تلاميذه أن يجتازوا البحيرة «إِلَى بَيتِ صَيدَا». لم تكن سوى رحلة قصيرة، إذ كانت ”أَرضِ جَنِّيسَارَتَ“ تقع إلى الجنوب من البحيرة، شرقي كفرناحوم. لم يذهب هو معهم، ولكنه بعد أن انصرفوا، صعد إلى الجبل لينفرد بالآب، وليقوم بالشركة معه في الصلاة. «وَلَمَّا صَارَ المَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينةُ فِي وَسطِ البَحرِ»، ولكنها كانت تحت ناظريه، وكان قلبه مشغولاً بتلاميذه الذين كانوا يُجاهدون، يكدُّون مُجذِّفين للوصول إلى هدفهم المنشود، ضد الرياح المُعاكسة التي تهبُّ عليهم. «وَرَآهُم مُعَذَّبِينَ فِي الجَذفِ»، ولقد أشار أحدهم إلى أن الكلمة «مُعَذَّبِينَ» المذكورة هنا، هي نفس الكلمة «يُعَذِّبُ» الواردة في 2بطرس2: 8 عن لُوط. إنها تتضمَّن أكثر من النشاط الفعلي المتوتر، فقد كان التلاميذ في حالة ضيق وخوف عقلية خشية أن تغرق سفينتهم، فيغرقوا هم أنفسهم في البحر الغاضب الذي كان يُهدِّد بابتلاعهم. ومن المُحتمَل أيضًا أنهم كانوا مغتاظين بعضهم من بعضٍ، ويميلون إلى إلقاء اللوم أحدهم على الآخر، من جراء الوضع الخطر الذي وجدوا أنفسهم فيه. فيا لها من صورة عن الحالة التي يجد فيها المؤمنون أنفسهم، غالبًا، في صراعهم مع ظروف العالم في أثناء غياب الرب يسوع الشخصي عن هذا المشهد! وما أقل ما تبيَّن التلاميذ وهم يُصارعون الرياح والأمواج أن عين الرب كانت عليهم طيلة الوقت، وأن قلبه كان مشغولاً بهم! وما أيسـر أن ننسى في مصارعتنا للوصول إلى السماء أن كاهننا العظيم دائب التطلُّع نحونا والتشفُّع من أجلنا باستمرار! وعند طلائع الفجر المُبكرة التي شوهدت تتألق عبر الأفق «نَحوَ الهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيلِ»، أي الفترة الواقعة ما بين الساعة الثالثة والسادسة صباحًا، انحدر الرب يسوع عن الجبل، وقصدَ نحوهم ماشيًا على البحر. وكان يهّم بتجاوزهم عندما صرخ التلاميذ الخائفون الذين انتابهم الرعب إذ «ظَنُّوهُ خَيَالاً»، فصرخوا بفزَع، فأعلن لهم نفسه بقوله: «ثِقُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا». لقد استقبلوه في السفينة بدهشة لا تُوصف، وللوقت سكنت الريح. إن حقيقة مجيئه إليهم وضع حدًّا للعاصفة. وهذا ما سيحدث عندما يعود الرب لأجل خاصته. . |
|