منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2021, 08:46 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

مار مرقس الرسول



اكتشاف رأس القديس مار مرقس الرسول



جسد القديس مار مرقس الرسول بَقِيَ محفوظاً في كنيسة بوكاليا ”دار البقر“(1), وهي الموضع الذي استشهد فيه القديس، كما ذَكَرَ ذلك ساويرس ابن المقفع: [وجعلوا في حَلْقه أيضاً حبلاً وقالوا: ”جُرُّوا التنين في دار البقر“, وزحفوا بالقديس على الأرض... حتى سَلَّم روحه.
وجَمَعَ خُدَّام الأوثان حطباً في موضعٍ يُدعَى الإيفانجيليون ليحرقوا جسد القديس, وبأَمْر الله هطلت أمطار غزيرة, وأطفأت النيران, وأخذ المؤمنون جسد مار مرقس من بين الرماد, ولم يتغيَّر فيه شيء ومضوا به إلى البيعة التي كانوا يُقدِّسون فيها, وكفنوه وصَلُّوا عليه، وحفروا له موضعاً ودفنوا جسده فيه، ليُتمِّموا تذكاره في كل وقت, وجعلوه في شرق البيعة].
وظـل الجسـد محفوظـاً في هـذه الكنيسـة - وفوقه شاهد من المرمر - حتى عُقِدَ مجمع خلقيدونية في عام 451م، الذي نتج عنه نَفْي البابا ديوسقوروس (444–455م) إلى جزيرة غانغرا في آسيا الصغرى، وتم تعيين بطريرك آخر اسمه بروتيريوس بأَمْر من الإمبراطور البيزنطي, وسط رَفْض الشعب له.
واسـتولى الخلقيدونيـون على كنـائس الإسكندرية. ويخبرنا زكريا (المؤرِّخ): ”إنَّ الكنيسة الكبرى في الإسكندرية قد أُخِذَت من يد البابا تيموثاؤس الثاني (455-477م), وأُعطِيَت إلى بروتيريوس بواسطة السلطات“(2). ناهيك عن الأعمال الدموية البشعة التي تعرَّض لها الأقباط على يد الملكيين. وهكذا استولوا على كنائس الأقباط بما فيها الكنيسة التي كانت تحوي جسد مار مرقس, وقد قام البحَّارة بسرقة الرفات المقدسة, خلال فترة الغزو العربي لمصر عام 644م, وهذا حسب ما يُرويه السنكسار القبطي يومَي30 بابة و8 طوبة:
[في مثل هذا اليوم تُعيِّد الكنيسة بظهور رأس القديس مار مرقس الإنجيلي, وتكريس الكنيسة التي بُنِيَت عليه. وظل جسد القديس مار مرقس ورأسه معاً في تابوت واحد حتى سنة 644م. وكان هذا التابوت محفوظاً في كنيسة ”بوكاليا“ أو دار البقر بالإسكندرية.
وفي أحد الأيام من سنة 644م, دخل أحد البحَّارة العرب إلى الكنيسة, فوجد التابوت وتوهَّم أنَّ فيه ذهباً، ووضع يده في التابوت, فوقعت يده على الرأس، فأخذه في الليل وأخفاه في أسفل المركب. وحدث أن حاول البحَّارة بشتَّى السُّبل مع تلك المركب حتى تتحرك من الميناء دون جدوى, مما جعلهم في رَيْبة من أمرهم! خاصةً وأنَّ كل المراكب قد تحرَّكت. فعلموا أنَّ في الأمر سرّاً, وأَمَرَ القائد عمرو بن العاص بتفتيش المركب, فوجدوا رأس القديس مُخبّأً في المركب, وحين أخرجوه تحرَّكت المركب وحدها. حينذاك فَهِمَ عمرو وكل مَن معه السبب, ثم أحضر مَنْ خبَّأ هذه الرأس وبعد أن اعترف ضربه وأهانه].
ثم سأل عمرو بن العاص عن بابا الأقباط، فعَلِمَ أنه البابا بنيامين الـ 38 (623-662م) وهو هارب بالصعيد, فاستدعاه وطمأنه, وحال حضوره بَجَّله ثم قصَّ عليه ما حدث بشأن الرأس، وأعطاه عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة عظيمة على اسم صاحب هذا الرأس المقدَّس.
وبنى البابا الكنيسة المعروفة بالمُعلَّقة أو القمحة بشارع الثغر بالإسكندرية، واستقرَّ الرأس فيها حتى القرن الثالث عشر الميلادي. وبالرغم من هزيمة الروم على يد العرب, إلاَّ أنهم كانوا ما يزالون يضعون أيديهم على كنائس الأقباط، ومنها كنيسة ”بوكاليا“ موضع استشهاد مار مرقس ومحل دفنه.
ويؤكِّد ذلك أبو المكارم فيقول: ”قُسِّمَت بِيَع الإسكندرية. فخصَّ اليعقوبية (الأقباط) كنيسة القمحة ورأس مار مرقس؛ وخصَّ الملكيين جسده ودير أسفل الأرض“, وبعد ذلك سرقه البنادقة.
سرقة جسد مار مرقس الرسول:
يقول المؤرِّخون، الغربيون منهم والأقباط، إنَّ تُجَّاراً من البندقية جاءوا ليلاً سنة 828م، واحتالوا على حُرَّاس الكنيسة واستولوا على الجسد الطاهر دون الرأس.
واستودع هؤلاء البحَّارة الرفات المقدَّسة في عامود رخام مُفرَّغ وحملوها وأقلعوا بها إلى فينيسيا (البندقية)، حيث استقبلوها هناك استقبالاً مهيباً على اعتبار أنَّ مار مرقس هو كاروز فينيسيا الأول الذي سلَّمهم الإيمان وعمَّدهم. وظلت البندقية - أي فينيسيا - تحت حماية شفيعها القديس مرقس والأسد تحت رجليه! وليست البندقية فقط، بل وكل إيطاليا تحتفظ للقديس مرقس بكرامةٍ كبيرة(3).
وقد احتال البحَّارة على كاهنين يونانيَّيْن واتفقا أن ينقلا جسد القديس إليهم في المركب بدعوى أنَّ الحكومة تهدم الكنائس, وهُم في خوفٍ شديد على ذلك الكنز الثمين.
ووصل الجسد الطاهر إلى مدينة البندقية عام 828م، واهتمَّ حاكمها جوستنيان ببناء كنيسة تليق بكرامة هذا الرسول الشهيد, ثم في عام 1052م بُنِيَت كنيسة من أفخم كنائس العالم هي كنيسة مار مرقس بالبندقية.
تكريم الرأس المقدَّس
من طقس رسامة البطريرك:
اعتُبِرَ الرأس المقدَّس بمثابة الحضور الشخصي للقديس مرقس، ولذا كان البابوات يزورون المكان حيث يُحفَظ الرأس بعد رسامتهم، ويُقدِّمون له الكرامة. فيذكر ابن السبَّاع:
[إنَّ الأب البطريرك يتوجَّه ثاني يوم لرسامته حيث موضع الرأس, وبصحبته الأساقفة والكهنة وجموع الشعب, ويضرب الميطانية أمام الرأس المقدَّس, وبعدها يبدأ بالصلاة ورَفْع البخور أمام الرأس, ثم يقرأ مقدِّمة إنجيل القديس مرقس, ويختم الصلاة بالتحليل ثم كيرياليسون].
تنقُّلات رأس القديس مار مرقس:
شرع البابا بنيامين الـ 38 في بناء كنيسة على رسم رأس القديس مار مرقس حسب طلب القائد عمرو بن العاص, وظلَّ خلال تلك الفترة في دير مطرا حيث مقر قلاية الأب البطريرك.
وفي عهد خليفته البابا أغاثو الـ 39 أتمَّ بناء كنيسة ”القمحة“ والمعروفة بالمُعلَّقة بشارع الثغر بالإسكندرية، وهي بخلاف كنيسة ”بوكاليا“ التي كانت بيد الروم، واستمر وجود الرأس بهذه الكنيسة حتى القرن الثالث عشر.
رأس مار مرقس في دير أنبا مقار:
بعد اعتكاف البابا زخارياس الـ 64 (بداية القرن الـ 11) في وادي هبيب بوقت قصير, استولى ضابط تركي على رأس مار مرقس الإنجيلي القديس, وعندما عَلِمَ أنَّ المسيحيين سيدفعون مبلغاً كبيراً من أجل هذا الرأس المقدَّس, حمله إلى مصر. وحينذاك اشتراه مسيحيون أثرياء بـ 300 دينار, وحملوه إلى البطريرك.
ويُضيف كاتب سيرة البابا زخارياس أنَّ الرأس الآن بدير القديس مقاريوس. ومن غير المحقَّق الفترة التي ظلَّ فيها الرأس فى الدير.
فكتاب سِيَر البطاركة من ميخائيل الثالث إلى شنودة الثاني التي صنَّفها ميخائيل أسقف تنِّيس, تتضمن أنَّ الرفات كانت موجودة آنذاك في البرية؛ ومن ناحية أخرى, لا يُذكَر في قائمة الرفات التي رآها موهوب سنة 1088م, ويتم الحديث عنها في موضع آخر, على أنها محفوظة في بيت يحيى بن زكريا, في بطريركية البابا خرستوذولوس البطريرك الـ 66 (1046– 1077م), في تاريخ ليس بعد 1057م. إذاً لابد أنَّ الرفات كانت في حوزة الرهبان بين عام 1051 وعام 1057م(4).
ولعل وجود رأس مار مرقس في حوالي منتصف القرن الحادي عشر بدير أنبا مقار، هو الذي نبَّه الرهبان إلى ضرورة إقامة هيكل يتناسب ووجود هذا الأَثَر النفيس الطاهر, ولكن في أيِّ عصر بالضبط وعلى أيدي مَنْ مِن البطاركة تم تشييد هيكل مار مرقس؟
هذا لا نجد له أية إشارة حتى الآن:
[ومن المعلوم أن هناك تقليداً متوارثاً لدى آباء دير أنبا مقار أن رأس مار مرقس لا يزال مدفوناً في هيكله!!](5).
ثم تَنَقَّل رأس القديس بين بيوت أعيان الإسكندرية، ومنها إلى دار فهد بن بلوطس، ثم عاد إلى دار ابن السُّكَّري. ويُقال إن البابا كيرلس الثالث (ابن لقلق) الـ 75 (النصف الأول من القرن الـ 13) ذهب إلى هذه الدار الأخيرة ووضع رأس الكاروز في حِجْره بين القراءة والتسبيح, واستبدل لها الكِسْوة بأخرى جديدة فاخرة كما جرت العادة(6).
آخر خبر عن رأس القديس مار مرقس
كاروز الديار المصرية:
أما آخر خبر وصلنا عن رأس القديس مار مرقس في عهد البابا بطرس السادس الـ 104 (1718-1726م) في القرن الثامن عشر، أنه غادر القاهرة في يوم الإثنين 11 برمودة الموافق 17 أبريل سنة 1722م، قاصداً الثغر السكندري, وهناك زار قبر الرأس المقدَّس وتَبارَك منه، وقدَّم أمامه قنديلاً من الفضة وعشرين أردب قمح.
وأثناء إقامة البابا بطرس السادس بالثغر، عمل حجاباً من الخشب المخروط كثير الثمن حول القبر. وعَلِمَ البابا أنَّ جماعات من الإسكندرية تكلَّموا عن رأس القديس، فخَشِيَ عليه من السرقة, فأخفى الرأس وسط مجموعة رؤوس خاصة بالبطاركة داخل مقبرة البطاركة الموجودة في صحن الكنيسة المرقسية، إلى وقتنا هذا(7).



(1) سُمِّيَت هكذا، لأنه كان يُرعَى في هذه المنطقة قطعان من البقر.
(2) الأب ف. سي. صموئيل، ترجمة دكتور عماد موريس إسكندر، ”مجمع خلقيدونية - إعادة فحص“، الناشر: دار باناريون، الطبعة الأولى 2009، ص 195.
(3) ابن كبر، ”مصباح الظلمة“، الباب الرابع (طبعة 1971، ص 89)؛ و”سيرة الآباء البطاركة“ - سيرة البابا كيرلس الثالث؛ وبتلر في الترجمة العربية ”لفريد أبو حديد“، ص 322، عن راهب فرنسي اسمه برنار زار مصر سنة 870م، عن: ”الإنجيل بحسب القديس مرقس - دراسة وتفسير وشرح“ للقمص متى المسكين، الطبعة الأولى 1996، ص 50.
(4) إيفيلين هوايت، تعريب بولا البراموسي، ”الرهبنة القبطية في الصحراء الغربية“، الطبعة الأولى 1997م، الجزء الثالث، ص 69.
(5) القمص متى المسكين، ”الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقار“، مطبعة دير القديس أنبا مقار، الطبعة الثانية 1984م، ص 468. (ربما قد احتفظوا بجزء من الرفات في الدير، كما تُشير سِيَر البطاركة إلى تمسُّك رهبان دير أنبا مقار بتقليد متوارث أن يُصلِّي الأب البطريرك القدَّاس الثاني لرسامته في دير أنبا مقار).
(6) كامل صالح نخلة، ”سلسلة تاريخ بطاركة الكرسي السكندري“، مطبعة هارموني، الطبعة الثانية 2001م، الحلقة الأولى، ص 17.
(7) كامل صالح نخلة، ”سلسلة تاريخ بطاركة الكرسي السكندري“، مطبعة هارموني، الطبعة الثانية 2001م، الحلقة الخامسة، ص 8.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
اكتشاف قبر القديس فيليبس الرسول
القديس مار مرقس الرسول
+++ القديس مرقس الرسول +++
القديس مرقس الرسول
القديس مرقس الرسول


الساعة الآن 05:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024