|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم في مغارة بيت لحم مريم في مغارة بيت لحم عندما نتأمل بالطفل يسوع , تحضرنا صورته وقد احاط به يوسف ومريم يتأملانه بحب وشوق . هذا المشهد الجميل للعائلة المقدسة هو صورة و مثال للعائلة المسيحية . العائلة هي نواة في الكنيسة وفي المجتمع . والاولاد هم هبة من الله ووديعة استودعها الخالق للوالدين , سيؤدون عنها حسابا" يوم الدين . ومن هنا تظهر ضرورة الاهتمام بالاولاد روحيا" وماديا" . فيجب ان يتعلموا منذ نعومة اظفارهم وتجاوبا مع الايمان الذي يقبلونه في العماذ , كيف يكتشفون الله ويكرمونه وكيف يحبون القريب , ومن هنا اي في العائلة يبدأ اختبارهم للكنيسة وللحياة الانسانية الصحيحة في المجتمع , وعن طريق الاسرة يندمجون شيئا فشيئا في المجتمع البشري وفي شعب الله . ان توجيه الاولاد توجيها صحيحا نحو خدمة الله , ومحبة الوطن , وفي غرس الخصال الحميدة , هو من اهم واقدس واجبات الاهل . وعليهم ايضا واجب القدوة الحسنة اعني ان يكونوا مثالا صالحا في تصرفاتهم واقوالهم لان الاولاد يقتبسون من والديهم كل العادات ويقلدونهم في تصرفاتهم . فلنطلب من العائلة المقدسة ان تبارك عائلاتنا , وتمنح الوالدين القوة والنعمة والحكمة في تكميل واجبهم التربوي المقدس . خبر كان الشاب (( اندراوس كورسيني )) من اسرة نبيلة , واعتاد على حياة الطيش واللهو . وفي احد الايام عاد الى قصره في الهزيع الاخير من الليل . فوجد امه جاثية امام صورة العذراء تصلي منتظرة عودة ابنها الوحيد الذي علقت عليه الآمال . حاول الشاب ان يخفي قدومه فانسل الى غرفته بهدوء . لكن امه احست بوطأة قدميه فابتدرته بالكلام قائلة : حتى متى يابني تمزق قلبي بطيشك وتجلب العار لاسم اسرتك الكريمة ؟ لقد تألمت جدا" بسببك في هذه الليلة . اما آن الآوان لتلتزم بحياة الجد والعمل ؟ اهكذا ربيتك في صغرك ؟ تذكر الصلوات التي علمتك والعادات الحميدة التي حاولت غرسها في نفسك . تأثر الشاب من هذا العتاب الرقيق فاعتذر الى أمه ووعدها بتغيير سيرته . ولما اختلى الى نفسه استعاد ذكريات طفولته يوم كانت امه ترافقه الى هذا المكان فيركعان سوية امام العذراء ويصليان بخشوع . في الصباح الباكر خرج من القصر لايلوي على شئ , لكنه مر بكنيسة فشعر بالرغبة بدخولها وجثا امام مذبح العذراء باكيا" متنهدا" . وفي تلك الساعة حدث ما غير مجرى حياته كليا" اذ قرر هجر العالم واعتناق الحياة الرهبانية , ولما اطلع امه على قراره شجعته وعانقته متمنية له النجاح وشاكرة السماء . لقد اصبح هذا الشاب مثالا وقدوة في الدير وتوغل في طريق الكمال الروحي حتى اضحى في عداد القديسين الذين تكرمهم الكنيسة , وكان يذكر دائما ان الفضل في عودته الى الله يرجع الى توجيه أمه . اكرام لنعلم اطفالنا الصلوات القصيرة والابتهالات البسيطة نافذة يايسوع ومريم ومار يوسف اهب لكم قلبي ونفسي وحياتي |
|