|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شربل أنطون مخلوف، حياته وأعاجيبه
على الرغم من عدم مغادرة القديس شربل لبنان، إلا أن صيته ومعجزاته تنتشر يومياً في أصقاع العالم، هذا القديس الذي شفى بقداسته متضرعيه، فلا يقوى سرطان أو عقم أو إلحاد أو حادثة على مقدرة القديس على التشفع لله لحماية المؤمنين من كل شر وسقم. وقد وثّقت الكنيسة وتحديدًا الأب لويس مطر شفاءات ومعجزات القدّيس شربل في لبنان. ولادة القدّيس شربل ولد يوسف أنطون مخلوف في ٨ أيّار ١٨٢٨ في منطقة بقاع كفرا في شمال لبنان، من والدَين مسيحيين مارونيَّين هما أنطون زعرور مخلوف وبريجيتا الشدياق. تلقى يوسف تربية مسيحيّة جعلته مولعاً بالصّلاة منذ طفولته. مال إلى الحياة الرهبانيّة والنسكيّة، مقتدياً بخالَيه الحبيسَين في صومعة دير مار أنطونيوس في قزحيّا، حيث تسلّم منهما مشعل بطولة الفضائل. درس يوسف أصول اللّغتَين العربيّة والسريانيّة في مدرسة القرية. كان تقيًّا جدًّا، إلى حدّ أنّ أبناء قريته كانوا ينادونه بـ"القدّيس". وكان يوميًّا يقود قطيعه الصغير إلى المرعى، ثمّ يتوجّه إلى مغارةٍ حيث يركع أمام صورة العذراء مريم ويصلّي. وهكذا أصبحت المغارة محبسته الأولى التي أصبحت بعدئذٍ مزارًا للصلاة ومحجًّا للمؤمنين. تخطّت معجزات مار شربل حدود لبنان، وما هي مجموعة الرسائل والتقارير المحفوظة في سجلاّت دير مار مارون – عنّايا إلاّ دليلًا واضحًا على انتشار قداسته في العالم كلّه. لقد أحدثت هذه الظاهرة الفريدة عودة إلى الأخلاق الكريمة ورجوعًا إلى الإيمان وإحياءً للفضائل في النّفوس، وأصبح ضريح مار شربل القطب الذي يجذب الناس إليه على اختلاف طبقاتهم وأعمارهم، وقد تساوى الجميع أمامه بالخشوع والابتهال، من دون تفريق في الدين أو المذهب. أمّا حالات الشفاء المسجّلَة في سجلاّت دير مار مارون – عنّايا التي اجترحها الربّ بشفاعة القدّيس شربل، فهي تتعدّى عشرات الآلاف، ما عدا تلك المنتشرة على امتداد العالم مع كلّ الأعراق والأديان وهي غير مسجلّة في سجلاّت الدير. وقد جرت عشرة بالمائة من حالات الشفاء مع غير المعمَّدين، حصل كلّ شفاء منها بطريقة خاصّة، إمّا بالصلاة وطلب الشفاعة، أو بالزيت والبخور، أو بورق سنديانات المحبسة، أو من التراب المأخوذ عن قبره، أو بزيارة ضريحه ولمس باب قبره، أو بواسطة صورته وتمثاله. بين تموز ٢٠١٩ وتموز ٢٠٢٠، كشف الأب لويس مطر عن تسجيل ٤٧ أعجوبة، من بينهم ١٤ فرداً من عائلة واحدة تم شفائهم من فيروس كورونا. وفي مقابلة قام بها تلفاز الـ OTV اللبناني مع الأب لويس، تحدث الكاهن عن بعض الأعاجيب الأخيرة المسجلة، ومنها حالة شفاء السيدة مارلين فاخوري التي كانت تعاني من سرطان في المعدة إذ لم تسعفها الأدوية أو العلاجات. وتقول السيدة فاخوري للأب لويس: "بعد أن قمت بدهن بطني بزيت مار شربل، انخفضت حدة خطورة مرض السرطان من الدرجة الخامسة إلى الأولى. بعد حصولي على نتائج فحوصات الخزعة الأخيرة في ٥ أيار ٢٠٢٠، تبين شفائي التام من المرض". أما الأعجوبة الأخرى، فقد حلت مع السيدة فاليري خوري، التي تعاني من مشكلة في شرايين الدماغ منذ عام ٢٠١٦، ولحساسية موضع المشكلة، تعذّر على الأطباء إجراء الفحوصات والعمليات الدقيقة، فتوجهت لدير مار شربل، وصلّت، وطلبت منه شفائها. في مساء ذلك اليوم، تروي السيدة خوري أن مار شربل قام بعمل العملية لها خلال نومها. وفي صباح اليوم التالي، لم تستطع السيدة خوري الاستيقاظ إذ تم نقلها إلى المستشفى وإجراء بعض الصور لها، حيث تبيّن أن الكتل التي كانت موجودة في دماغها قد اختفت، إذ تمّت مقارنة الصور القديمة بالصورة الأخيرة، فتأكدت أن مار شربل قام بأعجوبة. يُذكر أنه تم الرجوع إلى جميع الأطباء المقيمين على حالتها والمطلعين على مرضها إذ تم توثيق كل شيء بالسجلات. هذا وكتبت صحيفة النهار عن أعجوبة للقديس شربل حصلت مع عائلة حاولت أن تُرزق بأطفال لمدة ١٥ عاماً. وبعد الصلاة والتضرع إلى القديس، حملت السيدة، ولكنها عانت من تعقيدات خلال حملها، مما اضطر الأطباء إلى تعجيل الولادة في الشهر الرابع حيث كان الجنين يزن ١٧٥ غراماً فقط، بعد أن كانت قد رفضت إجهاض الجنين. بعد عدة شهور في المستشفى، ووضعه في حاضنة خاصة، محاطًا بصلاة وصور وذخيرة القديس، اكتمل نمو الجنين الذي سمي شربل وعاد إلى منزله مع عائلته، لتكون أعجوبة أعطت زوجين عائلة صغيرة وإيمانًا كبيرًا. أما في عام ٢٠١٨، روى الأب لويس قصة أعجوبة لشاب ملحد قائلاً: "زارني أحد المغتربين اللبنانيين وتبرع للدير، فأعطيتُه بخورًا وزيتًا وكتابَ سيرة القديس شربل في اللغة الانجليزية. وعند عودته إلى أميركا قدّم الكتاب إلى جارته الاميركية التي أعجِبت بالقديس شربل وبدأت الصلاة من أجله مخبِرةً عنه أحفادها، إلّا أنّ مِن بينهم مَن كان ملحِداً، كان يتجاهل حديثها عنه". ويضيف: "إلّا أنّ هذا الحفيد كان مولَعاً بسباق السيارات، وذات مرّة اندلع حريق في مقدّمة سيارته، وقبل أن تنفجر به، صرَخ: "يا أيها القدّيس الذي تُصلي إليه جدّتي"، وسرعان ما فُتح باب سيارته وقوّةٌ إلهية رَمته أمتارًا بعيدًا من الحريق ثمّ انفجرَت السيارة. بعد تلك الحادثة زار الحفيد جدّته وسألها عن اسمِ القدّيس وكتب له رسالة شُكر أعطتها الجدّة لجارها اللبناني الذي بدوره نَقلها إلى لبنان وسجلّات الدير". |
|