قيامة المسيح وابعادها
النظرة الإيمانية
لم يكتفِ يوحنا الرسول ان ينظر نظرة تحليلية بل نظرة ايمانية أيضا كما صرّح الانجيل "َفرأَى وآمَنَ" (يوحنا 20 :8). فهم يوحنا فورا لغة القبر الفارغ، والاكفان الممدودة، والمنديل ملفوفا على حدة. فهذه التفاصيل تنفي سرقة الجسد او نقله من موضع الى آخر، لأنه ما من سارق يترك الاكفان في مثل هذه الحالة. فحملته هذه العلامات على الاعتراف في الايمان بقيامة يسوع. "رأى يوحنا وآمن" (يوحنا 20: 8). والجدير بالذكر ان الانجيل لم يفصح عن ذكر اسم يوحنا ليجعل كل واحد مستعداً لان يكون ذاك التلميذ الذي يحبّه يسوع ويحبّ يسوع ويؤمن به وبقيامته (يوحنا 19: 26-27).
كيف يمكن أن يكون لدينا إيمان يوحنّا الحبيب، الذي أبصر ما وراء اللفائف التي كانت تُحيط بالجثمان؟ انتقل يوحنا من العيان إلى الإيمان، والايمان "بُرْهانُ الحَقائِقِ الَّتي لا تُرى" (العبرانيين 1:11). ذلك التلميذ الذي سبق ورأى الجرح في جنب يسوع المطعون بالحربة. وقد كتب يوحنا إنجيله لكي نؤمن أن يسوع الذي من الناصرة الذي ولدته العذراء صلب وقام هو المسيح ابن الله، وهو رجاء الشعوب " إِنَّما كُتِبَت هذه لِتُؤمِنوا بِأَنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله، ولِتَكونَ لَكم إِذا آمَنتُمُ الحياةُ بِاسمِه. (يوحنا 20: 31). وبهذا الإيمان ننال الحياة الأبدية التي ظهرت في قيامة المسيح. نحن بحاجة الى رؤية جديدة لنستجيب على نحو أفضل ليسوع القائم من الأموات الذي يدعونا اليها بقوله "هلم وانظر". فالقيامة حقيقة تاريخية تتطلب الايمان لأنها تفوق مدارك الانسان.