|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو
← اللغة الإنجليزية: Zechariah - اللغة العبرية: זְכַרְיָה - اللغة اليونانية: Ζαχαριας - اللغة القبطية: Zaxariac. وقد تحدث زكريا عن المسيح فى أكثر من نبوة من نبواته ، إذ تحدث عن دخوله المنتصر الظافر إلى أورشليم : « ابتهجى جداً يا ابنة صهيون اهتفى يابنت أورشليم . هو ذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان » " زك 9 : 9 " وقد اقتبس هذه النبوة متى ومرقس ويوحنا ، فى هذا الدخول المجيد ، ولعلنا نلاحظ الفرق بين دخول هذا الملك ، وغيره من ملوك الأرض ، … ولقد قيل إن الإسكندر فى غزواته ، وهو يقترب من المدن ، كان يثير فيها الفزع والهلع والرعب . أما المسيح فلا يمكن أن يقترن دخوله فى مكان ما ، إلا بالبهجة والفرح والهتاف ، وذلك لأنه يحل ومعه العدل والنصر والسلام ، .. كيف لا وهو لا يدخل إلا وديعاً متواضعاً محباً ، فوق حمار وجحش ابن أتان ، كما فعل عندما دخل مدينة أورشليم ليموت هناك حبا وفداء لجنسنا البشرى الذى ضيعته الخطية ، وأماته الإثم والتمرد والعصيان !! كما أن زكريا تنبأ ثانية عن المسيح المحتقر ، المرفوض من شعبه : « فقلت لهم إن حسن فى أعينك فأعطونى أجرتى ، وإلا فامتنعوا . ، فوزنوا أجرتى ثلاثين من الفضة. فقال لى الرب ألقها إلى الفخارى . الثمن الكريم الذى تمنونى به فأخذت الثلاثين من الفضة وألقيتها إلى الفخارى فى بيت الرب » " زك 11 : 12 و 13 " ومهما قيل عن ارتباط هذه النبوة بما جاء فى نبوات إرميا فى الأصحاح الثامن عشر والتاسع عشر ، حيث يصور النبى قدرة اللّه وسلطانه على الشعوب بقدرة الفخارى على قطعة الطين فى يده ، كما أن اللّه – إذ يأمر النبى إرميا أن يحطم إبريق الفخارى – يكشف عما سيفعله هو ، كإله مقتدر ، بالأمة الخاطئة ، إلا أنه واضح أن النبى زكريا كشف عن المسيح المرفوض ، والذى قدره شعبه بثلاثين من الفضة ، وهو الأجر الذى يعطى تعويضاً عن العبد إذا نطحه ثور ومات : « إن نطح الثور عبداً أو أمة يعطى سيده ثلاثين شاقل فضة والثور يرجم » " خر 21 : 32 " ومهما يقل الناس عن صفقات بخسة فى كل التاريخ والعصور والأجيال ، فلا نعرف صفقة تعسة خاسرة كالتى باع بها يهوذا الأسخريوطى يسوع المسيح !! .. قيل إن أحد الشبان الأمريكيين دخل معرضاً من معارض الشمع وإذا به يرى صورة التلاميذ مجتمعين معاً فى حضرة المسيح ، فما كان منه إلا أن هوى على تمثال يهوذا الأسخريوطى وحطمه تحطيماً ، … وإذا بالمشرف على المعرض يذهل ويقول له : لماذا تفعل هكذا ؟ ! .. « إنه تمثال ! ، وإذا بالشاب يجيب : تمثال أو غير تمثال ، … إن يهوذا الأسخريوطى لا يمكن أن يدخل ولا يتنا إلا وينال هذا المصير » . ومع أن كثيرين إلى اليوم ما يزالون وقد دخلهم الشيطان، يفعلون مثل يهوذا القديم الذى باع سيده بأتفه الأثمان ، إلا أن يهوذا ذهب إلى أتعس مصير يمكن أن يصل إليه إنسان !! … وهو المصير الدائم لمن يبيع المسيح الكريم مهما كان الثمن ، فكم بالحرى لو كان الثمن تافهاً حقيراً !! .. على أن زكريا عاد فتنبأ عن رجوع اليهود إلى المسيح : « وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون إلى الذى طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون فى مرارة عليه كمن هو فى مرارة على بكره » " زك 12 : 10 " وربما لم تعرف الأمة اليهودية حزناً عميقاً وشاملاً ، كحزنها على يوشيا الملك عندما سقط فى معركة مجدو ، التى أشار إليها زكريا النبى : « فى ذلك اليوم يعظم النوح فى أورشليم كنوح هدد رمون فى بقعة مجدون » "زك 12 : 11" .. ولم يكن هذا إلا رمزاً للألم والبكاء الذى أحسن به اليهود يوم موت المسيح على هضبة الجلجثة : « وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللواتى كن يلطمن أيضاً وينحن عليه … وكل الجموع الذين كانوا مجتمعين لهذا المنظر لما أبصروا ما كان ، رجعوا وهم يقرعون صدورهم "لو 23 : 27 و 48" … فإذا سار اليهود فى عذابهم وآلامهم ومتاعبهم ، فى كل أجيال التاريخ ، وعندما يفتح اللّه عيونهم ليعودوا إلى الذى طعنوه ، بالألم والحزن والتوبة !! .. فإن النبوة ستتحقق على ما أشار إليه الرسول بولس فى الأصحاح الحادى عشر من رسالة رومية « فإنى لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا هذا السر لئلا تكونوا عند أنفسكم حكماء ، أن القساوة قد حصلت جزئياً لإسرائيل إلى أن يدخل ملؤ الأمم وهكذا سيخلص جميع إسرائيل . كما هو مكتوب سيخرج من صهيون المنقذ ويرد الفجور عن يعقوب » " رو 11 : 25 و 26 " … وتنبأ زكريا – إلى جانب هذا كله – عن موت المسيح : « استيقظ يا سيف على راعى وعلى رجل رفقتى يقول رب الجنود . اضرب الراعى فتتشتت الغنم وأرد يدى على الصغار » " زك 13 : 7 "… ووعد اللّه لابد أن يتم ، وفى ملء الزمان جاء المسيح ليكون كفارة ، ليظهر بر اللّه من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال اللّه لإظهاره بره فى الزمان الحاضر ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع » " رو 3 : 25 و 26 " … وقد أيد المسيح هذه الحقيقة : وهو يقول لتلاميذه ، « حينئذ قال لهم يسوع : كلكم تشكون فى هذه الليلة لأنه مكتوب أنى أضرب الراعى فتتبدد خراف الرعية " " مت 26 : 31 " . ولا تنتهى نبوات زكريا قبل الحديث عن مجئ المسيح الثانى العتيد ، … وليس المجال هنا للبحث فى الحرفية « أو » الرمزية التى يتتسم بها الأصحاح الرابع عشر من زكريا .. فبعض الشراح يفسر الأصحاح تفسيراً حرفياً ، حيث ينشق جبل الزيتون فعلا إلى نصفين يفصلهما واد كبير ، … وتحدث معركة هر مجدون آخر معارك العالم التى يحسمها المسيح بظهوره العتيد ، … غير أن هناك من يأخذ « أورشليم » أو « الكنيسة » بالمعنى الرمزى ، دون أن يحدد صورة حرفية معينة ، قد تكون أورشليم المشار إليها فى مطلع الأصحاح الرابع عشر ، هى التى دمرها الرومان ، أو قد تكون الكنيسة حين انهارت الحياة الروحية وغطاها الظلام فى العصور الوسطى ، على أن اللّه لا يمكن ان يتركها أو يهملها ، بل سيأتى ليحارب عنها ، وينتصر ، ويكون الملك له وحده وسواء تم هذا بالمعنى الحرفى أو الروحى ، فإنه لا يمكن أن يتم إلا بعد المعاناة والمتاعب والزلازل ، والعلامات التى أكد السيد المسيح أنها لابد أن تكون قبل مجيئه الثانى العتيد ، فإذا جاء فإن مجيئه سيكون أشبه بعيد المظال الذى يعيد فيه اليهود سبعة أيام ، أو فى لغة أخرى ، إنه الخروج من تعب الخطية وشدتها وقسوتها ومعاناتها، إلى الراحة والسلام والاطمئنان . فهو انتصار كنيسة الرب يسوع بالمعنى الروحى الذى يقدس فيه كل شئ لمجد السيد ، وهو الأرجح فى نظرنا ، إذ لا نستطيع أن نفهم أن يتحول كل شئ قدساً للرب : « فى ذلك اليوم يكون على أجراس الخيل قدس للرب والقدور فى بيت الرب تكون كالمناضح أمام المذبح . وكل قدر فى أورشليم وفى يهوذا تكون قدساً لرب الجنود وكل الذابحين يأتون ويأخذون منها ويطبخون فيها . وفى ذلك اليوم لا يكون بعد كنعانى فى بيت رب الجنود» " زك 14 : 20 و 21 " .. ما لم نفهم الذبيحة المعنى الروحى ، … ونفهم أن تقدس أقل الأشياء كالأجراس التى تعلق على رؤوس الخيل ، والتى هى للزينة أو للصوت أو الرنين الذى يحدث منها كلما سارت فى الطريق ، … أى أن ، يصبح كل شئ – صغر أم كبر فى الأرض – لمجد اللّه وجلاله بالمعنى المفهوم فى الحياة المملوكة بالتمام للّه !! .. على أية حال كانت نبوات زكريا عبوراً طويلاً ممتداً من أورشليم وهيكلها القديم ، وقد كانت أمام عينى النبى القديم أطلالا دارسة تحاول أن تقو وتنتفض من التراب ، إلى أورشليم التى صلبت يسوع المسيح ، ورأت من العذاب والضيق مالم تره مدينة أخرى فى كل التاريخ ، إلى أورشليم أمنا السماوية ، كنيسة الرب يسوع التى ستظهر فى اليوم الأخير بمجده الأبدى الفائق ، حين تنتهى اللعنة إلى الأبد ، ويصبح كل شئ فى السماء وعلى الأرض قدساً للرب !! .. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
زكريا الكاهن| ترنَّم عن المسيح |
زكريا الكاهن| عدد الكهنة في أيام المسيح |
يسوع هو المسيح المتواضع الذي تنبأ عنه زكريا |
الملائكة والنبوات |
زكريا والنبوات عن المسيح يسوع |