|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دروس من شخصية يهوذا الإسخريوطي دروس من حياته: - إن الخطط والدوافع الشريرة تجعلنا معرضين لاستخدام الشيطان لنا في شرورو أشد: كشفت لنا شخصية يهوذا، ان العدو قد تمكن منه لتجاوبه معه في حب المال، فبث فيه السرقة (يو 12: 6)، ثم دفعه للخيانة، فصار أداته التي يستخدمها كيفما شاء، إذ سلّم يهوذا نفسه بنفسه له. وقد حذرنا الرب يسوع مرارا وتكرارا من محبة المال، ومن ضمن ما قاله "انه لايمكن أن نخدم إلاّ سيداً واحداً، ولايمكن ان نكون عبيدا لله والمال معاً". ولأن يهودا أحب المال أكثر فلم يستطع أن يكون أمينا لسيده.. ونحن نعيش في مجتمع تسوده المادية، حيث يعبد الكثيرون المال، فيصرفون كل حياتهم في جمعه واكتنازه، ليموتوا ويتركوه وراءهم. فشهوتهم للمال وما يمكن أن يشتريه، تفوق بكثير التزامهم لله وللامور الروحية، لاعتقادهم بأن المال يجلب السعادة رغم كل الدلائل الدامغة التي ثبت العكس. فالذين يسعون وراء مزيد من الثروة، يمكن أن يدوروا في حلقة مفرغة، لا تنتهي الا بالخراب والدمار. فاحذر الوقوع في شرك الماديات، باستخدام بعض المباديء التي قدمها لنا الرسول بولس وهي: ثق انه يوما ما ستضيع كل الثروة.. اقنع بما عندك.. تنبه الى ما أنت على استعداد أن تفعله للحصول على المزيد من المال.. لتكن محبتك للناس أعظم من محبتك للمال.. ليكن عمل الله أحب اليك من المال.. اقتسم مالك مع الآخرين بسخاء. - إن عواقب الشر مدمّرة للغاية، حتى إن كذبة تافهة أو أخطاء صغيرة يمكن أن تكون نتائجها خطيرة: كيف أمكن لانسان عاش مع الرب يسوع بأن يخونه؟. لقد تلقى يهوذا نفس الدعوة كالآخرين وسمع نفس التعاليم، لكنه اختار أن يرفض تحذير المسيح، كما رفض رحمته. وقد قسّى يهوذا قلبه لينضم الى أعداء يسوع المتآمرين عليه لخيانته. وكانت عواقب هذا الشر الكبير الذي ارتكبه مع القادة الدينيين وخيمة ومدمرة فعلا، فبعد أن غير يهوذا رأيه، واراد أن يُسقط اتهامه، لم يوافق القادة الدينيين على ايقاف المحاكمة، في حين انه كان من واجبهم أن يعلّموا الشعب عن الله، وأن يكونوا وسطاء بينهم وبينه، يقدمون عنهم الذبائح للتكفير عن خطاياهم، وبدلا من مساعدة يهوذا للحصول على الغفران بعد أن اعترف بانه أخطأ، قالو له "هذا شأنك أنت" فهم لم يرفضوا المسيح فحسب، بل تخلوا أيضاً عن واجبهم ككهنة، بل انهم حتى لم يشعروا باي ذنب في إعطاء يهوذا مالاً لتسليم إنسان بريء، ولكن عندما أعاد يهوذا لهم المال لم يستطيعوا قبوله إذ كان من الخطأ أخذ ثمن دم، لقد دفعتهم عداوتهم للرب يسوع الى فقدان كل احساس بالعدالة. وهكذا لم يكن ممكنًا ليهوذا أن يترك الفضّة معه، فكما أن من يترك شيئًا من أجل السيِّد المسيح يرد له مئة ضعف في هذا العالم مع حياة أبديّة في الدهر الآتي (مت 19: 29)، فأن من يبيع السيِّد بثمن يخسر مئة ضعف في هذا العالم ويفقد حياته إلى الأبد. كان يهوذا في طمعه يظن أنه يقتني ربحًا بالثلاثين من الفضّة، وإذا به يقتني همًّا وغمًا، فما كان منه الان ان يذهب ليردّ الفضّة في ندامة بلا توبة، ومرارة بلا رجاء، حتى لم يطِق حياته فمضى وشنق نفسه لكي يضع نهاية لكل تلك الشرور بشر وخطيئة أكبر، بدلا من طلب الغفران.. ومهما كان دافع يهوذا، فانه غيّر فكره، ولكن بعد فوات الاوان، وكثير من الخطط التي بدأنا في تنفيذها، لايمكن تغييرها، فمن الافضل أن نفكر في النتائج المحتملة قبل الشروع في عمل قد نندم عليه فيما بعد. - إن خطة الله ومقاصده لابد أن تتم حتى في اسوأ الحوادث: إن دور الشيطان في خيانة يسوع لايزيح عن كتف يهوذا أية مسؤولية، فسواء كان الامر قد اختلط على يهوذا، واصيب بخيبة أمل لأن الرب يسوع كان يتحدث دائماً عن الموت وليس عن إقامة مملكته، أو ربما لأن يهوذا بسبب أنه لم يفهم إرسالية الرب يسوع، لم يعد يؤمن بأنه المختار من الله، فمهما كان فكر يهوذا فإن الشيطان افترض أن موت يسوع سينهي إرساليته ويشتت خطة الله ويفسدها. ولكن الشيطان، مثل يهوذا، لم يكن يعرف أن موت الرب يسوع هو أهم جزء في خطة الله على الإطلاق.. ومع ذلك، وبالرغم من أن "خطة الله الحكيمة" كانت تقديم الخلاص لجميع الناس، ولانها لم تكن معلومة عند البشر، فقد تبدو رسالة موت المسيح من أجل الخطايا جهالة في نظر غير المؤمنين، فالموت يبدو انه نهاية الطريق ومنتهى الضعف، ولكنها أصبحت على أشد ما تكون وضوحاً عندما قام الرب يسوع من الأموات، فقيامته أثبتت أن له سلطان على الخطية والموت، وهو سيخلصنا من الموت الأبدي ويمنحنا حياة أبدية متى آمنا به مخلصاً ورباً. لذلك فلا عذر لغير المؤمنين الذين مازالت خطة الله خافية عنهم، سواء لأنهم يابون قبولها أو يفضلون تجاهلها، أو لأنهم لم يسمعوا بها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قلب يهوذا الإسخريوطي |
اخطاء في شخصية يهوذا الإسخريوطي |
نواحي القوة في شخصية يهوذا الإسخريوطي |
ماذا قالوا عن شخصية يهوذا الإسخريوطي |
يهوذا الإسخريوطي |