|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لم تصدق المرأة أذنيها لم تصدق المرأة أذنيها برح بالمجدلية الشوق ، فراحت تنشد القرب من مكان دفنه وجثمانه .. وألمت بها لهفة علي ذاك الذي حررها من براثن الأبالسة السبع ، فجاءت إلي البستان ، حاملة أطياب التفاني والتكريس والاعتراف بالفضل وبالجميل . ومع خيوط الفجر الأولي مشت مسرعة لا تعرف التواني ، متعجلة لا تعرف التخوف ، متشوقة مستوحشة لا تبالي بلفحات البرد ، ولا بعدم وضوح الطريق حتى أدركت القبر … وتنازعها الوفاء والعجز أمام القبر الفارغ ، فلم تدر ماذا تصنع … ودمعت عيناها وبكت …… لو كان المسيح يسمعها لحدثته ، ووجدت عنده حلا ولا شك .. لو كان المسيح يبصرها لأشفق وجاء حنانه مغيرا كل الأوضاع لو كان المسيح قريبا منها لما كانت تبالي بالحجر المدحرج ولا بالقبر الفارغ ، ولا بشيء في الوجود … وأغرقتها أفكارها وآلامها ، فلم تر أحب من أحبت ، وأعز من تمنت ، وأفضل من في الوجود وفتح المسيح عينيها قائلا " يا مريم " ولم تصدق المرآة أذنيها ، فالتفتت وأبصرته أيضا بعينيها ، وصرخت " ربوني " أي يا سيدي الأعلى ومعلمي الأعظم . كانت تحسبه البستاني ، وكان هو الرب بنفسه ، سر حياتها ورجائها وخليقتها الجديدة . في كل مرة أخلو إلي نفسي وأقرأ هذه القصة ، لابد أن تهتز أوتار قلبي ، إذا أجد نفسي أمام ينابيع للحب الإلهي وللتكريس البشري المتفاني . وأسائل نفسي أمام تكريس المجدلية " أين أنا ؟ وأين أنت ؟ ! هل فينا هذا الشوق إلي شخصه ؟ وهذا التبكير إلي لقائه ؟هل فينا هذا الانشغال بحبه ، وبملكوته وبانتظاراته ؟ هل عندنا هذه المشاعر من نحوه ، وهذه الأحاسيس بخصوصه ؟! هل نستوحش غيبته فنطلبه باكرا والظلام باق ؟! وفي يوم عيد القيامة أين أنت من شخص المسيح ؟ ومن قضية المسيح ؟ . |
|