|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع ملك المجد يسوع ملك المجد من إنجيل القديس مرقس ساقَه الجُنودُ إِلى داخِلِ الدَّار، دارِ الحاكِم، ودَعَوا الكَتيبَةَ كُلَّها، وأَلبَسوهُ أُرجُواناً، وكَلَّلُوه بِإِكليلٍ ضَفَروه مِنَ الشَّوْك، وأَخذوا يُحَيُّونَه فيَقولون: "السَّلامُ علَيكَ يا مَلِكَ اليَهود!" (15، 16- 18). من سفر النبي أشعيا لا صورَةَ لَه ولا بَهاءَ فنَنظُرَ إِلَيه ولا مَنظَرَ فنَشتَهِيَه. مُزدَرىً ومَتْروكٌ مِنَ النَّاس رَجُلُ أَوجاعٍ وعارِفٌ بِالأَلَم ومِثلُ مَن يُستَرُ الوَجهُ عنه مُزدَرىً فلَم نَعبَأْ بِه. لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصاباً مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً (53، 2- 4). تأمل الشرّ أمر عادي. كثيرون هم الرجال، والنساء، وحتى الأطفال، والمعنَّفون، والمهانون، والمعذبون، والمقتلون، عدد لا يُحصى، في كلّ مكان وفي كلّ زمان من التاريخ. دون أن يبحث عن حماية في طبيعته الإلهية التي يملكها، يدخل يسوع في موكب الآلام الرهيب الذي يلحقها الإنسان بالإنسان. إنه يعرف التخلّي الذي يعيشه الأذلاء والمتركون. ولكن ما هو العون الإضافي الذي يقده لنا البريء؟ ذاك الذي صار واحدًا منّا هو قبل كلّ شيء ابن الله الحبيب، الذي أتى كي يتمّم كلّ برّ بطاعته. وفجأة تنقلب كلّ العلامات. كلمات وأعمال السخرية التي يقوم بها جلّادوه يكشف لنا –ويا له من تناقض مطلق- الحقيقة التي لا تُسْبر: حقيقة الملكيّة الحقّة، والوحيدة، التي تنكشف بمحبّة لم تشأ معرفة غير مشيئة الآب ورغبته في أن يخلص جميع البشر. "ذَبيحةً وتَقدِمَةً لم تَشأ [...] حينَئِذٍ قُلتُ: هاءَنَذا آتٍ فقَد كُتِبَ علَيَّ في طَيِّ الكِتاب، هَوايَ أَن أعمَلَ بِمَشيئَتِكَ يا أَلله" (مز 40، 7- 9). الساعة هذه من يوم الجمعة العظيمة تعلنه: هناك مجدٌ أوحد في هذا العالم وفي الآخرة، مجدُ معرفةِ مشيئة الآب وإتمامها. فلا يستطيعُ أيّ منّا أن يطمحَ إلى شرفيّة أسمى من شرفيّة أن يكون إبنًا بالذي صارَ مطيعًا من أجلنا حتى موت الصليب. صلاة أيّها الربّ إلهنا، إنّنا نسألك: في هذا اليوم المقدّس الذي فيه يتم الوحي، حطّم الآلهة الزائفة فينا وفي العالم. أنت تعرف سيطرتها على عقولنا وعلى قلوبنا. حطّم فينا صور النجاح والمجد الزائفة. حطّم فينا صوَّر إلهٍ تراود ذهننا بلا انقطاع: إلهٍ وفق أفكارنا، إلهٍ بعيد؛ بعيدٍ للغاية عن الوجه الذي كشفه لنا في عهده معنا والذي ينكشف اليوم بيسوع، متجاوزًا كلَّ توقع، ومتعديًّا لأيّ رجاء. هو الذي نعلنه على أنه "شُعاعُ مَجْدِه" (عب 1، 3). هبنا أن ندخل في الفرح الأبدي الذي يجعلنا نتهلّل بيسوع المتشح بالأرجوان والمكلّل بالشوك، ملكَ المجد الذي يتغنّى به المزمور: "اِرفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب واْرتَفِعْنَ أَيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد" (24، 9). صلاة الآبانا اِرفَعْنَ رُؤوسَكُنَّ أَيَّتُها الأَبْواب واْرتَفِعْنَ أَيَّتُها المَداخِلُ الأَبدِيَّة فيَدخُلَ مَلِكُ المَجْد |
|