|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دانيال مُتحيِّرٌ «أَنَا دَانِيآلَ ضَعُفْتُ وَنَحَلْتُ أَيَّامًا ... وَكُنْتُ مُتَحَيِّرًا ... وَلاَ فَاهِمَ» ( دانيال 8: 27 ) أحسن الرب إلى دَانِيآل، وأعطى له الرب أن يفسر أحلام الملوك، وأعلن له عن نبوات مختصة بآخر الأيام. وفي السنة الثالثة مِن مُلْكِ بَيْلْشَاصَّرَ ظهرت لدانيال رؤيا لم يفهمها، وطلب المعنى والتفسير، فخرج الأمر إلى جِبْرَائِيلُ: «فَهِّمْ هَذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا» ( دا 8: 16 ). بعد ذلك يكتب دَانِيآلُ قائلاً: «وَأَنَا دَانِيآلَ ضَعُفْتُ وَنَحَلْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ قُمْتُ وَبَاشَرْتُ أَعْمَالَ الْمَلِكِ، وَكُنْتُ مُتَحَيِّرًا مِنَ الرُّؤْيَا وَلاَ فَاهِمَ» ( دا 8: 27 ). وهذا يُذكّرنا بما حدث لشاول الطرسوسي حين ظهر له الرب، وأعلن له ذاته قائلاً: «أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ»، وبعدها كان شاول «ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ يُبْصِرُ فَلَمْ يَأْكُلْ وَلَمْ يَشْرَبْ» ( أع 9: 5 ، 9). كان يلزم شاول هذه الضربة؛ ضربة العمى، التي ألزمته البيت ثلاثة أيام، كي يستقر ويثبت في قرارة نفسه ذلك الإعلان العظيم «أَنَا يَسُوعُ». كذلك لزم أن يقضي دَانِيآلُ أيامًا في ضعف ونحول، بعد إعلان هذه الرؤيا والنبوات العظيمة، ولزم أن يقضي دَانِيآلُ وقتًا هادئًا، بعيدًا عن كل ما يشتت الفكر، حتى يتثبت الحق المعلن له. مثل هذه الأوقات؛ أوقات الضعف والمرض والضيق والحزن والاضطهاد وملازمة الفراش والآلام، يمكن أن تكون أوقات بركة وتعزية حقيقية لنفس الخادم الأمين. وهذا ما حدث فعلاً مع دَانِيآل أيام الضعف والنحول، قبل أن يقوم ويباشر أعمال الملك. «سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ» ( مز 25: 14 )، هذا المبدأ الإلهي نراه بوضوح في خروج الأمر إلى جِبْرَائِيل: «فَهِّمْ هَذَا الرَّجُلَ الرُّؤْيَا». وبكل تأكيد كانت أيام الضعف هذه التي قضاها دَانِيآلُ بعيدًا عن أعمال الملك، أوقات شركة وتأمل طويل في الأمور المعلنة له. ليت لنا الشركة الحميمة مع الرب، كي نستطيع أن نفهم فكر الرب في كل ظروف الحياة؛ حلوها ومرها، فنستفيد من كل معاملات الرب الطيبة معنا. |
|