|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ظهور إله المجد ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ، قَبْلَمَا سَكَنَ فِي حَارَانَ ( أع 7: 2 ) نحن لا نعلم في أي صورة ظهر الله لإبراهيم، هل ظهر له في رؤيا في المَنام؟ (وإن كنا نستبعد ذلك)، أم متكلمًا إليه كما يُكلِّم الرجل صاحبه؟ (ونحن نميل إلى هذا)، لكن المؤكد أن هذا الظهور كان الله فيه على صورة مجيدة جدًا، وأغلب الظن أن إبراهيم في هذا الظهور رأى المدينة السماوية، التى لها الأساسات، التى صانعُها وبارئها الله ( عب 11: 10 ). هذه الرؤيا المجيدة هي التى صنعت تاريخ إبراهيم، وهى مفتاح حياته أيضًا. وللتشبيه نقول: أمير عظيم أثناء تجواله في البلاد رأى أحد الفقراء فتحنن عليه، ورقّ له، وإذ كان كريم أراد أن يكرمه ويصنع معه الإحسان، فأخذه من كوخه الحقير إلى أحد الجبال العالية، وهناك فوق أحد قممه الشاهقة، حيث المنظر الجميل والخلاب، أراه أحلى القصور وأكبرها، حيث جمال التصميم وحلاوة التنفيذ، وأراه أيضًا غرفه المتعددة وردهاته الطويلة الواسعة، وكيف تُحيط به الخضرة من كل جانب. فأُخذ الرجل الفقير بهذه المناظر جدًا، وإذا بالكريم العظيم يقول له: هل رأيت الكل؟ قال له المسكين: نعم، قال له الأمير: كل هذه لك، وهى بضعة أيام، ربما أسبوع وينتهي التنفيذ، وستكون مفاتيح القصر معك، ثم أرجعه إلى كوخه الحقير، وودَّعه وهو يقول له: هي أيام، وسآتي إليك وآخذك إلى القصر هناك. هذه بالتأكيد قصة خيالية ولكن مغزاها عظيم، فكيف سيقضي هذا الإنسان المسكين الأيام القليلة الباقية؟ وكيف ستكون نظرته للكوخ والبقعة التي يسكن فيها، وما هو مقدار الحنين إلى الجبل والقصر الموعود. من المؤكد أن شيئًا من هذا القبيل حدث مع إبراهيم بعد رؤياه الجميلة. فإذ رأى الله المجيد والمدينة السماوية، لم يَعُد يرى في الوجود أحدًا غيره أو شيء غيرها. أور الكلدانيين بعظمة قصورها واتساع ساحاتها وضخامة أسوارها العالية، رآها صحراء جرداء بجانب المجد الذى رآه. الذهب الإبريز وغنى الملوك وجميع الممالك، رآها عَدمًا وشِراك نعل وأصدافًا، بجانب ماس رؤياه «بالإيمان تغرَّب في أرض الموعد كأنها غريبة، ساكنًا في خيام مع إسحاق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه. لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله» ( عب 11: 8 ، 9). |
|