|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عمل المسيح «بِدَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي: أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ» ( مزمور 40: 7 ، 8) في ملء الزمان جاء ربنا المعبود مُخليًا نفسه من مجده الذي له عند الآب من قبل تأسيس العالم، إتمامًا للمقاصد الآزلية المُدوَّنة “بِدَرْجِ الْكِتَابِ”، حتى يعمل الذي هو الأساس الراسخ لجميع المشورات الإلهية، ولخلاصنا الأبدي. ولقد أتم العمل، ومجَّد الله إلى التمام. وقد أعلن الله، وحافظ على جميع مطاليبه. عظم الناموس وأكرمه، قهر كل عدو، أزال كل عقبة، رفع كل حاجز، حمل دينونة وغضب الله الذي يكره الخطية، أبطل الموت وجرَّد ذاك الذي له سلطان الموت، أفسد لدغته وأتلف فخر غلبته. وبالإجمال أتم كل ما جاء في “دَرْجِ الْكِتَابِ”، والآن نراه مُكلَّلاً بالمجد والكرامة عن يمين العظمة في الأعالي. لقد سار من العرش إلى تراب الموت لكي يفعل مشيئة الله، وبعد أن أتمها مضى إلى عرش الله بحالة جديدة ومقام جديد. ولقد كان طريقه من العرش إلى الصليب موسومًا بآثار المحبة الإلهية الأزلية، وقد أصبح طريقه من الصليب إلى العرش مرشوشًا بدمه المُكفِّر. لقد جاء من الأعالي إلى الأرض ليفعل مشيئة الله، وبعد ذلك عاد إلى السماء فاتحًا لنا «طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثاً حَيًّا» به ندخل إلى الله كخادمين وساجدين مُطهَّرين في شجاعة وحرية مقدستين. فكل شيء قد تم، وكل أمر قد تقرر، وكل حاجز قد أُزيل، والبرقع قد رُفع، والحجاب الذي كان يحجب وجه الله عن الإنسان، ويحجب الإنسان حتى لا يرى الله؛ هذا الحجاب قد انشق إلى نصفين من أعلى إلى أسفل، بموت المسيح. ونحن الآن نُرسل أبصارنا إلى السماوات المفتوحة، ونرى في العرش ذاك الذي حمل خطايانا في جسمه على الخشبة. فالمسيح الجالس في عرش الله يشنف آذان الإيمان بقصة العتق من إبليس، مُخبرًا أن كل ما كان ينبغي عَمَلُهُ لله ولنا، قد تم وإلى الأبد! نعم، الكل قد تم، ولذلك فإن الله يُظهِر لنا محبة قلبه بتقريبنا إليه في كمال قبول ذاك الجالس عن يمينه في العرش. |
|