|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح: مَنْ هو؟ وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟ ( مت 16: 15 ) لقد تساءل الرب عن رأي الناس فيه قائلاً "مَنْ يقول الناس إني أنا ابن الإنسان؟" ( مت 16: 13 )، لكنه لم يكن مشغولأً بما يقوله الكهنة ولا رؤساء الكهنة عنه إذ كان يعرف أنهم يظنون أنه يتصرف تحت سلطان الشيطان. وحين كان في الجليل كان يسأل أيضاً عما تقول عنه الأمة، وهناك تبعته جموع كثيرة فتساءل أيضاً عما تقول عنه تلك الجموع التي تبعته وآمنت به إذ رأت الآيات. ومن الإجابة نفهم أنهم انقسموا من جهته "قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء" (ع14). وهذه الأفكار لم تكن أفكاراً رديئة. فالرب يسوع أعلن بنفسه أنه ليس من بين المولودين من النساء مَنْ هو أعظم من يوحنا المعمدان، وكان اليهود يعتبرون إرميا أعظم الأنبياء وأيضاً إيليا الذي كان بحق نبياً عظيماً. لكن بهذه الأفكار برهنوا على أنهم لم يعرفوا الرب يسوع ولم يقبلوه كمن هو بالحقيقة ابن الله وملك اسرائيل. واليوم أيضاً هناك مئات الآلاف من البشر الذين يعرفون الرب يسوع كالمعلم العظيم أو الرجل الصالح الذي لم يستطع أحد أن يعيش حياة صالحة مثله. لكن ما هذا إلا إظهار حقيقي لعدم إيمانهم به، ونرى نتيجة ذلك مُعلنة في يوحنا2: 24،25 "لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ... لأنه علم ما كان في الإنسان". فكل مَنْ له هذه الأفكار عن الرب يسوع ولا يقبله حقاً كالمسيح ابن الله سوف يهلك هلاكاً أبدياً. وهكذا نرى بوضوح أنه حتى الذين تبعوه لم يقبلوه كما هو في حقيقة شخصه كملك اسرائيل. كما هو مذكور في مزمور2 أن ملك اسرائيل هو ابن الله. فسأل الرب تلاميذه "وأنتم مَنْ تقولون إني أنا؟" فماذا سمع منهم؟ لقد أجابه سمعان بطرس قائلاً "انت هو المسيح ابن الله الحي". ويا لها من إجابة رائعة "أنت هو المسيح". فهذا يعني قبل كل شيء أنه "ملك اسرائيل". فكلمة "مسيح" في اليونانية هى كلمة "مسيا" في العبرية وكلتاهما تعني "الشخص الممسوح" وهذا اعتراف بأنه الملك الذي أعطاه الله لإسرائيل. لكن شهادة بطرس ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم يَقُل أنت ابن الله المولود على الأرض، بل "أنت هو المسيح ابن الله الحي". لقد قال بطرس إن الرب يسوع هو ابن ذاك الذي هو الحياة في ذاتها بل ومصدر كل حياة. |
|